زعیم ثائر احمد عرابی
الزعيم الثائر أحمد عرابي
اصناف
فأجابه عرابي: «جئنا يا مولاي لنعرض عليك طلبات الجيش والأمة ... وكلها طلبات عادلة!»
فقال الخديو : «وما هي هذه الطلبات؟»
فأجابه: «هي عزل رياض باشا، وتشكيل مجلس النواب، وإبلاغ عدد الجيش إلى العدد المعين في الفرمانات السلطانية.»
فقال الخديو: «كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا خديو البلد وأعمل زي ما أنا عاوز!»
فقال عرابي: «ونحن لسنا عبيدا ولا نورث بعد اليوم.»
فلما وصل الحوار إلى هذا الحد، أشار المستر كوكسن على الخديو بالرجوع إلى السراي لافتا نظره إلى سوء المغبة إذا زادت المناقشة عن هذا الحد ... فرجع الخديو ومن كان بمعيته إلى داخل السراي.
ثم عاد منها المستر كوكسن ومعه السير أوكلن كولفن، وخاطب عرابي كرسول من قبل الخديو قائلا: «إن عزل الوزارة من اختصاص الخديو، وطلب تشكيل مجلس النواب ليس من حقوق الجهادية، وزيادة الجيش لا لزوم لها لأن مالية الحكومة لا تساعد على ذلك.»
فقال عرابي: «اعلم يا حضرة القنصل أن طلباتي المتعلقة بالأهالي لم أعمد إليها إلا لأنهم أقاموني نائبا عنهم في تنفيذها بواسطة هؤلاء العساكر الذين هم عبارة عن إخوانهم وأولادهم ... فهم القوة التي تنفذ بها كل ما يعود على الوطن بالخير والمنفعة. وانظر إلى هؤلاء المحتشدين خلف العساكر، فهم الأهالي الذين أنابونا عنهم في طلب حقوقهم. واعلم علم اليقين أننا لا نتنازل عن طلباتنا، ولا نبرح هذا المكان ما لم تنفذ.»
فقال القنصل: «علمت من كلامك أنك ترغب في تنفيذ اقتراحاتك بالقوة، وهذا أمر ينشأ عنه ضياع بلادكم وتلاشيها.»
قال عرابي: «كيف يكون ذلك؟ ... ومن ذا الذي يعارضنا في أحوال داخليتنا؟ فاعلم أننا سنقاوم من يتصدى لمعارضتنا أشد المقاومة إلى أن نفنى عن آخرنا!»
نامعلوم صفحہ