یوم ۱۱ یولیو سنہ ۱۸۸۲

عمر طوسون d. 1363 AH
75

یوم ۱۱ یولیو سنہ ۱۸۸۲

يوم ١١ يوليه سنة ١٨٨٢

اصناف

قاسم باشا من وكلاء نظارة البحرية السابقين. (20)

محمد باشا المرعشلي مدير التحصينات العام السابق. (21)

محمود باشا فهمي مفتش التحصينات العام. (22)

طلبة باشا عصمت القائد الحربي للإسكندرية. (23)

تجران بك سكرتير مجلس النظار.

وكانت الجلسة متحمسة كثيرا، والمناقشة حادة جدا والآراء متضاربة إلى أقصى حد. ويبدو أن حافظ باشا وإسماعيل باشا ولطيف باشا كان من رأيهم التسليم بشروط الأميرال. ويقول أحمد باشا شفيق في مذكراته ص162، إن درويش باشا توجه إلى طابية الفنار مع محمد ياور أفندي من ضباط الحرس الخديو لاختبارها واختبار المدافع المنصوبة فيها، وقال في هذا المجلس إنه بصفته من ضباط المدفعية يقرر أن الحصون والمدافع التي بها لا تستطيع مطلقا أن تقاوم مدافع المدرعات الإنكليزية. وقال أيضا إنه لو وثق بأن مصر تستطيع المقاومة لتولى بنفسه قيادة جيشها؛ ولذا نصح لعرابي باشا بقبول طلبات الأميرال سيمور.

وأذكر هنا حجة أخرى قيمة جدا هي ما قاله مرعشلي باشا مدير التحصينات العام السابق الذي حضر هذا الاجتماع الحافل وأبدى رأيه في هذه المشكلة، ونحن نرى رأيه هذا رأي رجل عاقل جدا فضلا عن أنه أخصائي ملم بمهنته تمام الإلمام. ولكن مما يؤسف له أشد الأسف أن الآراء الحصيفة التي بمثلها رأى هذا الخبير تهمل ولا يعمل بها في وسط ساد فيه التحمس. وهاك قطعة من تقريره الذي قدمه إلى لجنة التفتيش التي تألفت لمحاكمة المدنيين في هذه الحوادث وفيه أثبت هذا الرأي، نثبتها هنا بنصها قال:

في يوم الأحد 22 شعبان سنة 1299ه / 9 يوليه سنة 1882 وردت لنا بوصلة من سعادة أحمد باشا رشيد ناظر الداخلية هذه صورتها:

بناء على التلغراف الوارد لنا من عطوفتلو رئيس مجلس النظار بإسكندرية مقتضى توجه سعادتكم لإسكندرية بالوابور المخصوص القائم من مصر يوم تاريخه بعد الظهر بربع ساعة للمذاكرة في مسألة مهمة. فالأمل التشريف بالحضور لمحطة مصر في الميعاد المرقوم لأجل التوجه معنا نحن وبعض سعادات الذوات المتوجهين أيضا أفندم.

فبناء على هذه البوصلة قد توجهنا إلى الإسكندرية في ليلة 23 شعبان سنة 1299 / 10 يوليه سنة 1882م، وفي صباح اليوم المذكور باجتماع المجلس بسراي رأس التين مركبا من هيئة النظار والذوات الملكية والجهادية وجد إعلان وارد من أميرال دونانمة ومذكور به أنه بعد صدور أمر الدولة العلية بتوقيف تصليح الاستحكامات وتركيب المدافع والتجهيزات الحربية الجارية بمعرفة عرابي ورفقاه ضد الدونانمة قومانداريتي، وصدور أمر الحضرة الخديوية إليهم بذلك، وامتثالهم لهذا الأمر، لم يزالوا جارين التجهيزات ليلا ونهارا لغاية أمس، وأجروا تركيب ثلاثة مدافع بإحدى الطوابي؛ فلعدم امتثالهم للأوامر وبناء على الأمر الصادر لي من دولتي، مجبور بضرب الطوابي باكر صباحا، وإلا يصير نزول المدافع من على قناديقها للأرض مؤقتا حتى تنتهي المسألة. ومن أجل ذلك توجه عطوفتلو راغب باشا مع سعادة عبد الرحمن بك ناظر المالية وسعادة قاسم باشا وكيل البحرية سابقا إلى الأميرال بالبحر لأجل المرسى معه عن ذلك. وبعد عودتهم عرفوا بأن الأميرال لم يزل مصمما على رأيه فلذلك انعقد المجلس ثانيا بعد الظهر تحت رياسة الحضرة الخديوية. وبالمداولة فيه كان العرض للأعتاب من سعادة محمود باشا الفلكي عن لزوم النظر في أخف الضررين، إما قبول الضرب أو نزول المدافع؛ ولذا يلزم السؤال عن أحوال الطوابي ومدة مقاومتها لمقذوفات مدافع الدونانمة من مرعشلي باشا، حيث إنه خبير بذلك. فبوقته سألني حضرة الخديو عن ذلك فكان جوابي إن صاحب الوظيفة الآن محمود فهمي يسئل منه. وبتوجيه السؤال إليه أجاب بأن طوابي سواحل إسكندرية تقاوم مقذوفات الدونانمة مدة ثلاثة شهور. فبوقته فهمت من مجاوبته أنها إما أن تكون على جهل منه أو لغرض تقوية عزم العصاة. وبإعادة استفهام الحضرة الخديوية مني عن ذلك أجبت بأن طوابي إسكندرية لا تتحمل أكثر من أربع وعشرين ساعة إذا كان الضرب مستمرا، وفي ظرف أربع أو خمس ساعات تتخرب الطوابي، وأغلب المدافع تلقى على الأرض من إصابة المقذوفات لكونها مكشوفة، ويكون بداخل الطوابي مثل مجزرة من العساكر القتلى المصابين من الكلل والشرنبالات، ومن انتشار قطع الأحجار التي تصادمها الكلل في الأبنية العالية؛ وهذا لكون الطوابي المذكورة مبنية من زمن مديد بالنسبة لمقاومة الأسلحة القديمة، والأسلحة الجديدة لها تأثير أكبر من الأسلحة القديمة، والمراكب الخشب تغيرت بمراكب زرخ. وأما تلك الطوابي فإنه لم يحصل فيها تغيير. فإذا كان التصميم على الضرب فالأحسن لأجل حقن دماء العساكر لا يلزم فيها دخولها بالطوابي وقت الضرب. فكانت المعارضة لي من محمود فهمي بأقواله إنه حضر محاربة حدود الصرب، وإنه نظر تأثيرات كلل وشرنبالات بكثرة، وما كان يخاف منها. كذا عارض طلبة أيضا بقوله نحن يلزمنا أن نذبح بكلة الإنكليز تحت المدافع ولا نتركها بدون عساكر. وكذا عارض عرابي بقوله إنه إذا تركنا الطوابي بدون عساكر فإن الإنكليز بعد أن يخربوها في الحال توضع بنديرات الإنكليز، وقال أيضا هل كلل الإنجليز تؤثر بطوابينا وكللنا لا تؤثر بالمراكب؟ فكانت المجاوبة من مني لعرابي أن المدافع التي بطوابينا تأثيرها في المراكب قليل جدا، وأغلب المدافع من الطراز القديم ولا يكون لها أدنى تأثير في مراكب الزرخ، وفضلا عن ذلك فإن مدافعهم وعساكرهم في داخل أود من الحديد، وأما عساكرنا ومدافعنا فإنهم في الكشف تنزل عليهم الشرنبالات والكلل بكثرة مثل المطر وتتلفهم في أقرب زمن. وأما القول عن الإنكليز أنهم بعد تخريب الطوابي يضعون البنديرة بها فهذا ليس من السهل بما أنهم ليسوا هم من الطير حتى يمكنهم من مسافة نحو الألف وخمسمائة متر أن يطيروا ويدخلوا الطوابي؛ لأنهم متى أرادوا التوجه على الطوابي يلزمهم تنزيل عساكرهم في صنادل لأجل طلوعهم على الساحل. فبوقتها يلزم على العساكر التي في البر أن يستعدوا للمدافعة وعدم ترك الإنكليز لأن يطلعوا على البر. وفي ذلك صعوبة جدا للمهاجمين بالنسبة لفن الحرب. فما كان يقبل أقوالنا وطعن في حقنا. ونحن كذلك جاوبناه بما لزم. وترتب على ذلك أن اكتسبنا زيادة عداوة مع المذكورين علاوة على العداوة الأصلية الناتج منها إخلاؤنا من الوظيفة. وكانت مجاوبتنا لهم بما ذكر لأجل تخويف العصاة وارتجاعهم عن المقاومة وتنزيل المدافع بما أن ذلك أخف الضررين. ثم بعد تلك المحاورات التي حصلت بالمجلس في مساء يومها جهزوا العساكر طوبجية وبيادة وأهالي متطوعين بطوابي الساحل. وفي الصباح حصل الضرب من الطرفين. وبحال الضرب تلاحظ أن الضرب من المراكب ما كان إلا للطوابي التي بها العساكر فقط، وتركوا الطوابي التي لم يكن بها عساكر بدون ضرب. ثم تلاحظ أن رؤساء العصاة بدلا عن أنهم يصيرون بالطوابي حال الضرب حتى يصير جزرهم تحت المدافع كأقوالهم بالمجلس هربوا وتوجهوا إلى طابية الدماس المنيعة، وأخفوا أنفسهم تحت العقودات من ضرب الكلل حتى تسبب مما حصل من إجراءاتهم وحالة الضرب مهاجرة الأهالي، فتركوا أمتعتهم وأموالهم وهم في أسوأ حال. وكذا الذوات السابق حضورهم من المحروسة هاجروا معهم. ومن ذلك اتضح تأييد صحة أقوالنا التي أبديناها بالمجلس بشأن عدم وضع عساكر بالطوابي، فإذا كان لم يحصل مبارزة العصاة بوضع عساكر بالطوابي كما أورينا ما كان الأميرال يأمر بضربها، ولا كان يحصل شيء من التلفيات. ثم لما رأينا هذه الحالة وبتهددي من العصاة بالكلام حال وجودي معهم وقت الضرب بطابية الدماس مع أغلب النظار وعدم وجود منزل لنا ولا مأوى بإسكندرية، ولم يكن لي وظيفة تستوجب إبقاءنا بها، فضلا عن صعوبة الحالة التي كانت حاصلة وخشية من حصول إضراري من العصاة لما نظر من أحوالهم وعدم استعدادي بلوازم الإقامة بإسكندرية، حضرنا مع الذوات إلى المحروسة ... إلخ إلخ. ا.ه.

نامعلوم صفحہ