هذا الجزء، كسائر ما يكتبه شرشل، مزيج من الأدب والتاريخ ومزيج من العبقرية وآفاتها، التي يقول النفسانيون إنها تلازمها.
قيل إن العبقرية لا تسلم من بعض الاختلال.
ويقول تاريخ أسرة شرشل إن جذور الاختلال كامنة في الآباء والأمهات؛ فالدوق مارلبرو الكبير قضى السنوات الأخيرة في حياته ذاهب اللب من أثر الصدمة التي مني بها لإهماله بعد الإقبال عليه، والجدة سارة قيل عن كوارثها البيتية أنها أصابت رأسها كما أصابت قلبها، والجد الأمريكي القريب - جده لأمه - كان معروفا بأغرب الغرائب في طموحه ومغامراته.
ولا شك في عبقرية شرشل.
ولا شك كذلك في لوازم هذه العبقرية، سواء كشفتها الوراثة، أو دل عليها بأطواره وأقواله وبعض كتاباته، ومنها ما تقرؤه في هذا الجزء الأخير.
بينه وبين ابن سعود
وهذا بعض ما تقرؤه في الجزء السادس عن مقابلته للملك سعود - رحمه الله - في إقليم الفيوم:
في السابع عشر من شهر فبراير أعدت العدة لاستقباله بفندق البحيرة من واحة الفيوم، وأجلي من الفندق جميع النازلين به، ثم نجمت مسائل شتى من المشكلات الاجتماعية، فقد أخبرت أنه لا التدخين ولا المشروبات «الروحية» مما يسمح به في حضرته الملكية، وكنت أنا صاحب الضيافة في ذلك الاجتماع، فبادرت إلى إثارة المسألة مع المترجم وقلت له: إذا كانت ديانة جلالته تحظر عليه التدخين والمشروبات، فإن نظام حياتي يجعل من شعائري المقدسة تقديسا مطلقا
Absolutly Sacred
أن أدخن وأتناول الشراب قبل الوجبات وبعدها وفي الفترات بينهما. فتلطف الملك بقبول الموقف، وناولني ساقيه قدحا من عين مكة المقدسة، كان ألذ ما تذوقته من الماء ...
نامعلوم صفحہ