أما صاحب الخطاب الذي وقعه بإمضاء «م. سلامة»، فجوابي الموجز على سؤاله الأول أنني لا أحفظ الكثير من نوادر حفني؛ لأنني كنت أتلقى أخباره على السماع، ومما سمعته غير ما ذكرته في مقال الأسبوع الماضي يبدو لنا تنوع المناسبات وتعدد مصادرها.
فقد سمعت من أديب قنائي إحدى هذه النوادر الكثيرة، وكان حفني قد انتقل إليها قاضيا كما جاء في قصيدته المشهورة:
قالوا نقلت إلى قنا
يا مرحبا بقنا وإسنا
حدثني الأديب القنائي قال: إن القاضي الشاعر كان مقبلا على ديوان المحكمة يوما، فاعترضه صاحب قضية من الفلاحين الذين يتربصون على أبواب المحاكم بكل قادم في زي الأفندية، ويحسبونه قادرا على التوسط لهم في أمر من أمورهم عند الكتاب والمحضرين؛ فما هو إلا أن بصر بحفني بك داخلا حتى هرول إليه قائلا: أنا لي دعوى.
فأجابه حفني وهو يهرول مثله ما استطاع: «وأنا ماليش دعوى»!
وحدثني أحد أبنائه أن أباه ضربه وهو صغير، فخرج يعدو إلى الشارع ونادى له بأول شرطي، فلما خرج حفني للشرطي وهو يدق الباب دقا شديدا سأله: ما الخبر؟
قال: الخبر يا سعادة البك أن هذا الولد جاءني وهو يبكي، وقال لي إن في هذا البيت رجلا كبيرا ضربه واختفى.
فأجابه حفني كالمتهم المنكر: لا والله يا سعادة الجاويش، «هو الذي ضربني وجري.»
وحدثني أديب قاهري أن جماعة تبادلوا الرأي في فن الإلقاء أمام حفني، وتحمس أحدهم للفن الجديد، فاقترح أن يستعين به حفاظ القرآن الكريم في تلاوته حسب المعنى.
نامعلوم صفحہ