137

وهو مرجع للعلماء في هذه البحوث.

وبعد، فالذي نود أن يعلمه الدكتور الفاضل أننا لا نقرأ هذه الدراسات لنكون فلكيين أو رياضيين، ولكنه يستطيع أن يوقن كل اليقين أننا لا نبيح لأنفسنا أن نخط كلمة فيها، ما لم نكن معتمدين فيها على مراجعها، والتبعة بعد ذلك على المراجع إن كانت هناك تبعة، ولكنها إذن تبعة لا يسلم منها إنسان.

قزل باش

ومن قزل نجم ننتقل إلى قزل باش.

أما «قزل نجم» فهو المريخ.

وأما «قزل باش» فهو الرأس الأحمر باللغة التركية، وهو انتقال إلى قصة الطربوش؛ لأن هذا الغطاء الأحمر للرءوس لا يريد أن يحتجب عن الأعين بسلام.

قلنا في مقال لنا: إن الترك العثمانيين أخذوا الطربوش من اليونان، وإنه الآن يفارق الرءوس بعد أن تركه اليونان والعثمانيون، وأوشكنا أن نتركه نحن المصريين.

فكتب إلينا السيد «حسن نصرت» يقول: إن الترك عرفوا غطاء الرأس الأحمر من غير اليونان، وإن طائفة منهم في آسيا الصغرى تلبسه وتسمى من أجل ذلك «قزل باش»، وإن الطربوش باق إلى اليوم بين المسلمين في بلاد البلقان وما جاورها.

والسيد «نصرت» لم يخطئ حين قال إن الترك اتخذوا غطاء أحمر للرأس غير الطربوش.

ولكن الفرق بعيد جدا بين «القزل باش» والطربوش اليوناني على أنواعه؛ لأن «القزل باش» يطلق على أصحاب طريقة دينية تلبس العمامة الحمراء ذات العذبات الاثني عشر، وتعتقد أنها عمامة الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام - وأن العذبات فيها إشارة إلى الأئمة الاثني عشر من ذريته، ولم يلبس هذه العمامة أحد من سلاطين الترك العثمانيين، بل لبسها على نقيض ذلك شاهات الفرس الصفويون؛ لأنهم من الشيعة، على خلاف الترك العثمانيين فإنهم سنيون، وبينهم وبين القائلين بالإمامة الاثني عشرية أو الإمامة على إطلاقها خلاف شديد.

نامعلوم صفحہ