وعن طريق التجارب عرفت أن الخشب والأوراق الجافة والريش وغيرها تطفو على سطح الماء؛ ولذلك أستطيع أن أستنتج بأن الصخرة تطفو، ولكن ليست هناك وسيلة لإثبات ذلك، حتى الآن. ولكني سأحاول أن أجد الوسيلة، وعندما أجدها ستنتهي لذة البحث.
إن هذه الأشياء تملأ نفسي أسى؛ لأنني أحس بأنني إذا استطعت معرفة كل شيء انتهت اللذة ... وهنا يزيد حزني لأنني أحب اللذة، لم أستطع النوم في الليلة الماضية من كثرة التفكير في هذا الأمر.
وفي بادئ الأمر لم أستطع أن أكتشف لماذا خلقت ... ولكني الآن أعتقد أنني خلقت لكي أكشف أسرار هذا العالم المدهش، ولكي أسعد به، ولكي أشكر الخالق الذي ابتدع كل ما فيه.
وأظن أن هناك أشياء كثيرة باقية لا بد لي من أن أتعلمها، وبالاقتصاد وعدم التسرع ستبقى هذه الأشياء أسابيع وأسابيع ... أرجو ذلك! فعندما تنتزع ريشة وتطلقها إلى أعلى تراها تسبح في الهواء ثم تختفي عن الأنظار، ولكن عندما تقذف قطعة من الطين تلاحظ أنها لا تسبح في الهواء، بل تهبط إلى الأرض في كل مرة ... لقد جربت ذلك مرارا وتكرارا، وفي كل مرة كانت تسقط على الأرض، إنني أتساءل عن السبب في هذا! وأنا أعتقد أن هذا من خداع النظر، ولكنني لا أعرف أيهما، أهي الريشة أم قطعة الطين، إنني لا أستطيع أن أبرهن على أيهما؟ ولذلك فإنني أستنتج بأن هذه أو تلك من خداع النظر.
وعن طريق الملاحظة علمت أن النجوم لن تدوم إلى الأبد، فلقد رأيت فريقا من أجملها ينكدر ويهوي في السماء، وإذا كانت إحداها تنكدر فلا بد أن كلها ستنكدر ... ونظرا لأن جميعها ستنكدر، فلا بد أنها ستنكدر كلها في ليلة واحدة، إنني أعلم أن هذه النهاية المحزنة لا بد أن تتم؛ ولذلك فلقد عزمت على أن أسهر كل ليلة، وأنظر إليها كلما كنت متيقظة، وأحاول أن أحتفظ بهذه اللآلئ في ذاكرتي، حتى إذا جاءت النهاية واختفت النجوم، فإني أستطيع بقوة خيالي أن أعيد هذه اللآلئ الجميلة إلى السماء السوداء، وأجعلها تتلألأ مرة أخرى، بل وأضاعف من عددها ذلك بالنظر إليها من خلال دموعي.
بعد الطرد من الجنة
عندما تعود بي الذكرى أحس أن الجنة كانت حلما لذيذا، حلما جميلا ساحرا، ولكن ضاعت الجنة منا، ولن أراها مرة أخرى.
لقد فقدت الجنة ولكنني وجدته ... هو! وإني قانعة بذلك، إنه يحبني بكل ما فيه من قوة، وأحبه بقوة طبيعتي العاطفية، وهو شيء يتناسب مع شبابي وجنسي!
فإذا سألت نفسي: لماذا أحبه؟ لم أجد جوابا على سؤالي، بل وجدت أنني لا أهتم بمعرفة هذه الإجابة؛ ولذلك أعتقد أن هذا النوع من الحب ليس نتيجة من نتائج التعليل والإحصاء؛ مثل حب الإنسان للزواحف والحيوانات الأخرى ...
إنني أحب بعض الطيور بسبب جمال صوتها، ولكنني أحب آدم من أجل غنائه. لا! ليس الأمر كذلك فإنه كلما غنى قل إعجابي بغنائه ... ومع ذلك، فإنني أطلب منه أن يغني؛ لأنني أود أن أعود نفسي على محبة كل شيء يهتم به، وإنني على يقين من أنه سيأتي الوقت الذي أستطيع فيه أن أتعلم. لقد كنت في بادئ الأمر لا أحتمل غناءه، ولكنني الآن أستطيع تحمله.
نامعلوم صفحہ