وليس يصح قياس هذه الخطوة الواسعة بما فعلت الأمم في هذه الأيام، وإنما يقاس على ما كان الرقيق عليه قبله في أيامه، فقد كان المصريون القدامى والبابليون والبراهمة والفرس يتخذون الرقيق سلعة، ويعاملونهم معاملة وحشية، واتخذه اليونان أيضا وأقره كبار فلاسفتهم كأرسطو وأفلاطون، بل زعم أرسطو أن أرواحهم كأرواح الحيوانات. وتوسع الرومانيون في الاسترقاق إلى حد بعيد. وكان آباء الكنيسة النصرانية يكاثرون الكونتات في اقتناء الأرقاء، فإذا علمنا هذا علمنا الخطوة الواسعة التي خطاها الإسلام في شأن الأرقاء. •••
وشرع الإسلام الجهاد، والجهاد كلمة إسلامية تستعمل بمعنى الحرب، وهي مصدر جاهد يجاهد مجاهدة وجهادا، مأخوذة من الجهد وهو الطاقة والمشقة، فالجهاد كما قال الراغب الأصفهاني: «استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجهاد ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النفس، وتدخل ثلاثتها في قوله - تعالى :
وجاهدوا في الله حق جهاده ،
وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ،
إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله
الآية، وقد شرع الجهاد في الإسلام في ثلاثة مواضع:
الأول:
إذا التقى الزحفان وتقابل الصفان.
الثاني:
إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم.
نامعلوم صفحہ