وهل يستطيع الجبان أن يهز يمينه في وجه ذوي السلطان فيدعوهم: كذبة أدنياء وقذرين منجسين؟
إن رجلا كانت له الجرأة على قول مثل هذا لأسياد اليهودية لا يمكن أن يكون وديعا، إلا أن النسر لا يبني عشه في الصفصاف الباكي، والسبع لا يفتش عن عرينه بين الأدغال.
قد سئمت والتهبت أحشائي من قول ضعفاء القلوب، إن يسوع كان وضيعا وديعا ليبرروا ضعتهم، وصغارة قلوبهم، وخصوصا عندما أسمع المدوسين بالأقدام ينشدون تعزيتهم بوضع المعلم في صفوفهم.
نعم، قد ضجر قلبي من أمثال هؤلاء، فأنا أبشر بصياد قدير وروح جبلية لا تعرف الغلبة.
سابا الأنطاكي
يصف شاوول الطرسوسي
سمعت في هذا اليوم شاوول الطرسوسي يبشر بالمسيح لليهود في هذه المدينة.
فهو يسمي نفسه بولس الآن، رسول الأمم.
قد عرفت هذا الرجل في حداثتي، وكان في تلك الأيام يضطهد أصدقاء الناصري، وأنا ما زلت أذكر جيدا مسرته ورضاه إذ كان يتأمل أصحابه وهم يرجمون الشاب النوراني إستفانوس.
إن بولس هذا رجل عجيب غريب، إن نفسه ليس بنفس الرجل الحر، فهو كثيرا ما يبدو كالحيوان في الغابة، طارده الصيادون وجرحوه فجاء ينشد كهفا يخفي ألمه عن العالم.
نامعلوم صفحہ