بيلاطس البنطي
في الطقوس والخرافات الشرقية
قد حدثتني امرأتي عنه غير مرة قبل أن أحضروه إلي، ولكنني لم أهتم للأمر.
إن امرأتي كثيرة الأحلام، وهي كالكثيرات من النساء الرومانيات في طبقتها، قد استسلمت للطقوس والخرافات الشرقية.
ولكن هذه الطقوس كثيرة الخطر على الإمبراطورية، وكلما وجدت مثل هذه الخرافات سبيلا إلى قلوب نسائنا تضاعفت الأخطار الناتجة عنها والتي قد تؤدي إلى خرابنا.
إن مصر قد صارت إلى الزوال عندما حمل إليها مهاجرو العرب الإله الواحد من صحرائهم. واليونان انقلبت وسقطت إلى الحضيض عندما جاءت إليها عشتروت ووصيفاتها السبع من شواطئ سورية.
أما يسوع هذا فإنني لم أره قبل أن أسلم إلي كفاعل إثم، وعدو لأمته ولرومة، فقد أحضروه إلى دار المحاكمة رابطين يديه إلى جسده بحبل غليظ.
كنت جالسا في سرادقي، فمشى إلي بخطوات طويلة ثابتة ثم وقف منتصبا وظل رأسه مرتفعا.
إنني لا أستطيع أن أتصور ما الذي نزل علي في تلك اللحظة، ولكنني شعرت فجأة برغبة خفية، مع أنه لم يكن لها أثر في إرادتي، كانت تدفعني إلى النهوض من سرادقي والسجود أمامه.
نعم قد شعرت كما لو أن القيصر نفسه دخل داري؛ لأن الواقف أمامي كان أعظم من رومة نفسها.
نامعلوم صفحہ