هو الهوى إذن نقص في طبيعة الإنسان تميز به بين المخلوقات؛ لأنه طريقة إلى التمام.
فلا نرميه ولا ندخره، ولكننا نتناوله بضاعة للاستبدال، كلما تسنى لنا أن نبدل به بعض الصواب.
وهوى واحد لا يصلح ثمنا مقبولا في هذه التجارة.
ولكن خمسة أهواء متقابلات هي أصلح الأثمان للمقايضة فيها، فليس أقمن بأضعاف الهوى من تعدد الأهواء.
أيشقينا ذلك التبديل والاستبدال؟
نعم لا مراء ... ولكن من الذي قال: إننا خلقنا لنسعد؟ ومن الذي قال: إن السعادة في استئصال الأهواء؟ لم يقل ذلك أحد؛ وإن قاله لم يحفله سامع، ولم تزل دنياه ماضية في شقائها وسعادتها وهواها.
الفصل السابع والأربعون
حول ما نكتب
علقت صحيفة «البورص إچبسيان» على ما كتبناه في موضوع الشيوعية، فقالت بعد تلخيص رأينا فيها: «... وإن الأستاذ العقاد لينظر إلى الشيوعية في لون قاتم، وهي ما زالت على حسب سياسة ستالين في دور الكشف والظهور، فلا تعرف على التحقيق إلى أي طريق تسير في تطبيقها العملي بعد تجاربها في السنوات الأخيرة، فقد أنشأ نظام الأسرة فيها يتكون ثم المدرسة ثم الأخلاق، ثم الاعتراف بتفاوت الدرجات والرجوع أخيرا إلى الدين، وكل هذا معناه أن الشيوعية الحالية ليست إلا اسما مسمى، وإن هي في حقيقتها إلا اشتراكية مستنيرة.»
وهذا التعليق في رأينا هو أقرب إلى التأييد والتوكيد منه إلى المناقضة أو التفنيد.
نامعلوم صفحہ