فهل هو نقص لا يوازنه جانب كمال؟ وهل هي آفة لا عزاء فيها لبني آدم؟
وهل نغير ما طبعنا عليه من هذه الخليقة بما طبعت عليه سائر المخلوقات من توافق وتشابه حالات؟
مصيبتنا أننا لا نستطيع!
لأن الإنسان لا ينقص إلا من حيث يزيد؛ فهو يعرف الخطأ لأنه يعرف الصواب ويختل في هندسته، من حيث يتقن النحل هندسته كل الإتقان؛ لأنه أعلم بالهندسة من النحل؛ لا لأنه أجهل منه بفنونها وأنواعها ... فهو يشتري الخطأ بثمن؛ لأنه لا يشتري الصواب إلا مخلوطا به، مضافا إليه.
نحن نرى الشيء أشياء لأننا نرى.
أما سائر المخلوقات فهي لا ترى إذ تنظر بعينيها، وإنما الأصح أن يقال: إنها تلمس الأشياء بالعين على نحو من الملمس بالأيدي، فلا تقبل عندها التعدد والاختلاف.
وهكذا الآدميون الذين يشبهون تلك المخلوقات.
إنهم يلمسون الأمور بأعينهم كما يلمسونها بأيديهم، ولكنهم لا يرونها متعددة الحالات، متعددة الألوان، متعددة الواقع في الخواطر والأهواء؛ وإن تعددت عندهم قليلا فهو أقرب تعدد إلى التوحيد.
كنت أقول لبعضهم والألمان يدخلون باريس: إنهم سينهزمون.
وكنت أقول لبعضهم والألمان يتقدمون في الأراضي الروسية: إنهم سينهزمون.
نامعلوم صفحہ