إن منها لأبياتا لا يتغير منها شيء غير الوزن كالبيت الذي أنشده - عليه السلام - حين قال للعباس بن مرداس: أأنت القائل:
أصبح نهبي ونهب العبي
د بين الأقرع وعيينة
فإن البيت موزون على قول الشاعر:
وأصبح نهبي ونهب العبي
د بين عيينة والأقرع
ولا فرق بين الوضعين إلا كالفرق بين قولك: إن طنطا واقعة بين القاهرة والإسكندرية، وقولك: إنها واقعة بين الإسكندرية والقاهرة، أو كالفرق بين قولك: إن زيدا يجلس بين بكر وخالد، وقولك: إنه يجلس بين خالد وبكر.
فهل الفرق بين قول الشاعر: «ويأتيك بالأخبار من لم تزود.» وقولنا: «ويأتيك من لم تزود بالأخبار.» هو فرق من هذا القبيل؟
إن كان الفرق من هذا القبيل فالتبديل ممكن، وإن لم يكن كذلك فهو مستحيل أو كالمستحيل.
والمفهوم الذي لا يغيب عن سيد الفصحاء هو أن المعنيين مختلفان.
نامعلوم صفحہ