یاقوتہ غیاصہ

ابن ہنش d. 719 AH
94

یاقوتہ غیاصہ

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

اصناف

والثالث: أنه يحصل بحسبه بمعنى أنه يحب حصول العلم عقب حصول النظر في الدليل على الوجه الذي يدل على طريقة واحدة بحيث لا يجوز أن لا يحصل كما يجب حصول الهوى عن النقل عند زوال القرار والعلافة، وهذا الوجه الثالث من معنى قولنا إنه يحصل بحسبه هو الوجه الثالث من الوجوه التي استدللنا بها على أن النظر يولد العلم فدلت هذه الوجوه على أن النظر يولد العلم متى تكاملت شرائطه وشروطه ستة: ثلاثة في وجوده، وثلاثة في توليده.

أما التي في وجوده فهي: أن يكون الناظر قادرا لأن النظر فعل، والفعل لا يصح إلا من قادر، وأن يكون مجوزا غير قاطع؛ لأن من قطع على صحة شيء أو إفساده لم يمكنه أن ينظر فيه، ولهذا لا يمكن أحدنا أن ينظر إلى السماء فوقه والأرض تحته ولا العكس مما كان قاطعا بصحة الأول وفساد الثاني، ولا أن ينظر أنه لا قبل بحضرتنا ونحن لا نراه مع اتفاق الموانع لما كان مقطوعا على فساده، والثالث: أن يكون محل النظر ظنيا بنية مخصوصة كنية القلب؛ لأن النية شرط وإلا كان يوجد في يده أو رجله، وهذه الثلاثة قد تجتمع ممن لا يولد نظرة العلم كالصبيان، والمجانين، فإنهم قادرون ومجوزون ومحل النظر مبني بنية مخصوصة فلهذا يصح النظر منهم، ولكن لا يولد العلم لما لم يحصل شروط التوليد، ومن الشروط وجود النظر أن يعلم الناظر المنظور فيه أو يعتقده أو يظنه؛ لأن النظر لا يقع إلا وهناك منظور فيه في أمارته أو إشارة أو ما أشبههما وأن يعتقد [52ب] الناظر ذلك، وإن كان جاهلا يجوز أن يعتقد أن البقا معنا ثم ينظر فيه ليستدل به على مسألة أخرى.

وأما الشروط التي تولد فهي ثلاثة:

أحدها: أن يكون عاقلا، وأن يكون عالما بالدليل، وأن يكون عالما بوجه دلالة الدليل.

أما الشرط الأول: وهو أن يكون عاقلا فالكلام منه يقع في أربعة مواضع:

أحدها: في معناه في أصل اللغة، والاصطلاح، وحكاية المذهب، وذكر الخلاف.

صفحہ 95