یاقوتہ غیاصہ

ابن ہنش d. 719 AH
12

یاقوتہ غیاصہ

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

اصناف

قلنا: من غير واسطة، احتراز من الأئمة والعلماء، فإنهم وإن تحملوا الشرائع والأحكام عن الله تعالى إلى عباده، ولكنهم يحملونها بواسطة الأنبياء.

وقلنا ببينة: احتراز من الواسطة التي ليست بينة.

والنبوة تستعمل في اللغة مهموز فهي مأخوذة من الإنباء وهو الإخبار قال تعالى [ ]:{من أنبأك هذا} أي أخبرك، وإن استعملت غير مهموز فهي مأخوذة من الرفعة.

وأما قوله: اصطفاه، فقد بينا أن الاصطفى والاجتباء والارتضى بمعنى واحد، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مصطفى لما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال [ ]: ((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)).

وأما قوله: وأيده معناه قواه بالرسالة، والرسالة تستعمل في أصل اللغة والاصطلاح.

أما في اللغة: فالألوكة.

وأما في اصطلاح المتكلمين: فمعناه والنبوة واحد على ما تقدم.

وأما قوله: وفضله على سائر أنبيائه، فالدليل على أنه أفضل الأنبياء وجهان:

أحدهما: أن شريعته دائمة إلى يوم القيامة.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [ ]:((من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)).

فخرج من هذا أنه أكثر الأنبياء ثوابا؛ لأن أتباعه أكثر الأتباع، وشريعته أدوم [7ب] الشرائع بخلاف غيره من الأنبياء، فإن منهم من بعث إلى قومه، ومنهم من بعث إلى أهل بيته.

الوجه الثاني: ما يدل على أنه أفضل الأنبياء قوله: (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأنا أول شافع مشفع ولا فخر)).

فإن قيل: فما تقولون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم [ ]:((لا تفضلوني على أخي يونس فإنه يرفع له في كل يوم مثل ثواب أهل الأرض)).

قلنا: قد دللنا على أنه أفضل أهل الأنبياء، تأويل الخبر على أحد وجهين:

صفحہ 13