یمینی
اليميني
وأحس القوم [217 أ] بحمرة الدم من «7» وراء جرأتهم على ولي نعمتهم بالقول الفظيع، والرد الشنيع، وزعيمهم في الأمر يومئذ ينالتكين البخاري صاحب الجيش، فأوجسوا خيفة، وتآمروا على الفتك به غيلة. ومازالوا في التدبير عليه إلى أن دخلوا عليه ذات يوم على رسم السلام، فإذا هو صريع كأس الحمام، لا يدرى كيف قتل، ومن أي وجه إليه قد «1» وصل. فبادروا بالعقد لأحد ولده، وبسطوا أيدي الإصفاق على بيعته.
وعلموا أن السلطان يمتعض للحادثة، ويقصد قصد الانتصاف للوارثة «2»؛ فتحالفوا على مقارعته إن غزاهم في عقر دارهم، وجزاهم على «3» مسخوط آثارهم.
ولما انتهى إلى السلطان خبر صنيعهم بولي نعمتهم، وهو قيم شقيقته وحامي حقيقته، أزعجته قوة الحفاظ للانتقام من أولئك الغدرة الفجرة، والمرقة الفسقة. فجاش لمناهضتهم على حمية مسجورة، وحفيظة على ابتغاء مرضاة «4» الله مقصورة. وكانت سعادة أيامه قد لقنت أولئك العتاة البغاة ما أتوه استحقاقا للنقمة، وبراءة من العصمة، وتمهيدا لعذره قربا وبعدا في استخلاص مملكة كانت [217 ب] إلى عز إيالته نازعة، ولباب الإقبال برفق سياسته قارعة. وجر الجحافل كالجبال سائرة، والبحار زاخرة، حتى أناخ بعقوتهم مستعينا بالله على قتالهم، واستنزالهم إلى مناهل آجالهم.
صفحہ 397