192

وبويع أخوه عبد الملك بن نوح فما استقرت «1» قدمه في الولاية حتى خرت على يد السلطان يمين الدولة وأمين الملة دعامته، وشالت نعامته «2»، فطار إلى بخارى. وقبض أيلك الخان عليه، وانتزع ولايتها من يديه، فكانت مدة أمره ثمانية أشهر وسبعة عشر يوما.

ثم أخوه المنتصر أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح. وذلك حدثان ما ولي السلطان كور خراسان . وأقبل بعد ذلك يزداد في أسباب العلى جده وجده «3»، ويتضاعف في رقاب الأعداء حده، فما يفتر له شهر إلا عن ثغر مفتوح، وصنع ممنوح، وذكر على هامات الأعواد مرفوع، وباب إلى قضاء المنى والآمال مشروع.

ذكر الأحوال التي جمعت للأمير ناصر الدين سبكتكين وخلف بن أحمد

والي سجستان من خلاف مرة ووفاق أخرى، وما جرى بعد ذلك من الطوائل والترات «4» [109 أ] التي ثنت عنان السلطان يمين الدولة وأمين الملة إليه، وعطفت به إلى انتزاع الملك من يديه، وما جرى خلال ذلك من وقائعه في الهند إلى أن استتب له ما أراد في أمره بعون الله ونصره

قد سبق في أول هذا «5» الكتاب ذكر الأمير خلف بن أحمد فيما رآه السديد منصور بن نوح من رده إلى بيته، وإظهاره على خصمه إلى أن تهاوت رجوم الفتن بخراسان، ففرغه اشتغال ولاتها بما دهاهم منها للاستجمام والاتداع «6»، والاستظهار بما تخرجه له «7» أرض سجستان من صنوف الارتفاع، حتى اتسع نطاق همته لطلب الفضول، ومنازعة القروم والفحول.

صفحہ 200