130

وأمر الأمير سبكتكين فنقل إلى جرديز «7» في محمل لو رأى من قبل مثله في منامه لعاف برد الماء على زرقة جمامه «1»، واستعفى عن طيب الحياة باقي أيامه.

نعم، وانحدر فيما بين نهوض سيف الدولة إلى بخارى، أيلك «2» في قبائل الترك، واستأنف مسألة الصلح، فأوجب الأمير سبكتكين إجابته إلى ملتمسه، لقعود الرضا عن مشاهدته، وفتوره في أمر نهضته. واشترط عليه أن يتزحزح عما دون قطوان «3»، فلا يطلق عليه عنانه، ولا يسرح إليه عماله وأعوانه، على أن يقر «4» سمرقند على فائق إيجابا لشفاعته، ورعاية لما سلف في بيت الرضا من حق طاعته. وعقدت وثيقة الصلح على «5» هذه الجملة بمشهد الفقهاء والأعيان من الجانبين. وانصرف كل واحد «6» منهما عن وجه صاحبه.

وعاد الأمير سبكتكين إلى بلخ، وسار سيف الدولة نحو نيسابور، وهدأ «7» على الرضا ما كان متموجا من أمور الأعالي «8». وأقبل أبو نصر على مهمات الوزارة، وأكبرها [72 ب] شغل الإثارة «9» لتقلص الولايات، وقصور الارتفاعات عن الوفاء بما كان مثبتا في القديم من وجوه الأطماع والإقامات، وجعل يزجي فيها يوما بيوم، ويغسل دما بدم إلى أن ثار به بعض غلمانه فقتلوه، وذلك على رأس خمسة أشهر من وزارته، فضاق الرضا ذرعا بما دهاه لإشفاقه من ظن الأمير سبكتكين أن هناك قصدا في أمره، أو رضا للحادثة به.

صفحہ 138