یہودیت میں عقیدہ اور تاریخ

عصام الدین حفنی ناصف d. 1389 AH
46

یہودیت میں عقیدہ اور تاریخ

اليهودية في العقيدة والتاريخ

اصناف

إنهم ينشدون الآن هذا في كنائسهم على أنغام الأرغن.

وقد نشط أولئك الأنبياء المتعصبون ينثرون التكهنات التي يتوقعون فيها أن تحل النكبات بالبلدان المصاقبة لهم، وبديه أن تلك التكهنات لم تكن أكثر من تعبيرات شعرية عن آمال بني إسرائيل القومية في استعباد الأمم المجاورة ونهب بلادهم وإخرابها: «لأن الأمة والمملكة التي لا تخدمك تبيد. وخرابا تخرب الأمم» (أشعيا 60: 12).

لقد تكهن النبي حزقيال بخراب مدينة صور، وبما أن اليهود كانوا أهون من أن ينجزوا ذلك فقد تكهن ذلك النبي بأن إخرابها سيتم على يد ملك أجنبي قوي الشوكة هو ملك بابل، وقد أسهب في تكهنه هذا حتى استغرقت تفصيلاته ثلاثة إصحاحات بتمامها؛ فمن ذلك قوله: «لأنه هكذا قال السيد ها أنا ذا أجلب على صور نبوخذراصر ملك بابل من الشمال ملك الملوك بخيل وبمركبات وبفرسان وجماعة وشعب كثير. فيقتل بناتك في الحقل بالسيف ... بحوافر خيله يدوس كل شوارعك. يقتل شعبك بالسيف فتسقط إلى الأرض أنصاب عزك. وينهبون ثروتك ويغنمون تجارتك ويهدون أسوارك ويهدمون بيوتك البهيجة ويضعون حجارتك وخشبك وترابك في وسط المياه» (حزقيال 26: 7-12).

ولكن نبوخذراصر لم يهدم مدينة صور بل هدمها الإسكندر بعد زمن نبوخذراصر ب 240 سنة ثم أعيد بناؤها ولم تزل منذ ذلك الحين عامرة بالألوف من أهلها.

وكان النبي أشعيا يتمنى أن: «تصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة. لا تعمر إلى الأبد ولا تسكن إلى دور فدور ... ويملأ البوم بيوتهم» (أشعيا 13: 19-21).

ولكن أمنيته لم تتحقق، وما زالت تلك المدينة باقية حتى الآن يعرفها الناس باسم «الحلة».

وكذلك لم تتحقق أمنيته بصدد دمشق، وقد أفصح عنها في قوله : «وحي من جهة دمشق. هو ذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم» ... (أشعيا 17: 1).

كما لم تتحقق أمنية معاصره وزميله أرميا حيث يقول: «ارتخت دمشق والتفتت للهرب. أمسكتها الرعدة وأخذها الضيق والأوجاع كماخض ... لذلك تسقط شبانها في شوارعها وتهلك كل رجال الحرب في ذلك اليوم يقول رب الجنود. وأشعل نارا في سور دمشق فتآكل قصور بنهدد» (أرميا 49: 24-27).

وقد مر على دمشق بعد ذلك زهاء 26 قرنا دون أن تلتهمها النيران وتحولها كومات من الأنقاض، وقد كانت غوطة

125

نامعلوم صفحہ