یہودیت میں عقیدہ اور تاریخ
اليهودية في العقيدة والتاريخ
اصناف
ولم يكن المقصود بها هو الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة على حسب المعنى المفهوم في هذه الأيام، بل كان للتحذير من بعض أمور يعتقد أنها تولد أخطارا جسيمة وتعقب نتائج وخيمة لا يقتصر أذاها على الذين ظلموا منهم خاصة بل يعم الجماعة كلها إذ هي متضامنة في السراء والضراء.
93
لهذا جاءت أغلب الوصايا العشر في صيغة النفي؛ فهي لا تقول: كن مسالما، كن نزيها، كن عفيفا، بل تقول: لا تقتل، لا تسرق، لا تزن، لا تشهد على قريبك شهادة زور.
94
ويتضح مما تقدم أن هذه الوصايا بنيت على أوهام العبريين القدماء ووساوسهم المؤسسة على المذهب الحيوي والسحر العاطفي وإن غايتها القصوى هي توكيد سريان بعض التابوات التي فرضت عليهم منذ أقدم عصور جاهليتهم وتجنيبهم عقبى اللعنات الفتاكة التي هي قمينة أن تعصف بهم إذا انتهكت تلك التابوات. (10) جهالة العبريين
وهذا الذي أثبتناه فيما يتصل بالوصايا العشر يصدق كذلك على «العهد القديم» كله؛ فهو سجل لإيمان العبريين بالسحر يبين عن قصور معارفهم، لا فيما استحدث بعدهم من المعلومات فحسب (كدوران الأرض، ونظام كوبرنكس، وقوانين كبلر، وجاذبية الثقل، وعدم قابلية المادة لأن تستحدث وأن تفنى) بل كذلك في الأمور التي كان يعرفها معاصروهم وأسلاف معاصريهم من الشعوب العريقة في الحضارة والمدنية؛ فقد كان الصينيون - مثلا - يفقهون الشيء الكثير من سبح الأجرام السماوية في مسالكها، وكانوا يحسبون آجال الكسوف والخسوف، حتى لقد حاكموا في سنة 2169ق.م عالمين فلكيين يدعيان «هو» و«هي»؛ لأنهما غفلا عن تنبيه القوم مقدما إلى كسوف للشمس كان وشيك الوقوع.
لم يكن العبريون في زمن «العهد القديم» إلا ألفافا من أشباه الإنسان؛ لا يحسنون غير السلب والنهب. وقد لبثوا إلى نهاية دويلتيهم الهزيلتين وهدم بيت المقدس سنة 70م مرتطمين في حمأة الجهالة. ومن اليسير علينا أن نستخلص من العهد القديم بيانا بطائفة من المعلومات لم ترق إلى معرفتها أذهانهم، فكان جهلهم بها مبعث أخطاء جسام تفشت بذلك الكتاب. ويمكننا القول بوجه عام إن أولئك العبريين لم يكونوا قادرين على تصور الأبعاد الشاسعة سواء ما يتصل بالزمان والمكان. لقد كانوا على غير بصر بأن الكائنات الحية تعمر الأرض منذ مئات الملايين من السنين؛ ولهذا زعموا أن الكون خلق سنة 4004ق.م، ولم يدر في أخلادهم أن النجم المسمى بالشعرى اليمانية
Sirus
يكبر عن شمسنا في الجرم 2688 ضعفا وأن النجم القطبي الذي يهتدي به الملاحون والسارون في الصحراء يبعد عنا 292000000000 ميل وأن الضوء النافذ الذي يتأدى إلينا من بعض النجوم بسرعة 85000 ميل في الثانية يقطع ما بيننا وبينها في 5000000 سنة؛ فالحياة في وهمهم غير موغلة في القدم، والأرض في ظنهم تشمل الشرق الأوسط وما يصاقبه
95
نامعلوم صفحہ