یہودیت میں عقیدہ اور تاریخ
اليهودية في العقيدة والتاريخ
اصناف
1
وما زال الفلاحون في البلدان الكاثوليكية كإيطاليا وبعض أقاليم فرنسا يؤمنون بأن للقساوسة سلطانا على الرياح والأمطار والفيضانات والأوبئة والحرائق، وبأن للبابا مقدرة غامضة على غفران الخطايا والآثام وعلى إصدار المنشورات المعصومة والتشفع إلى الله. والناس أشد تعلقا بأذيال الأباطيل والترهات حيث الطبيعة صاخبة والحياة غير مستقرة تفتقر إلى أسباب الأمن والطمأنينة؛ ومن ثم كان أقل تغير عن الحالة المألوفة لدى الملاحين والبدو الرحل يورثهم الفزع والهلع. ورب رهبة عرت الناس فأوحت إليهم الإيمان بقوة شيء أو مكان ما مثل بيت إيل
2
حيث بات يعقوب ليلة هربه من أخيه عيسو في طريقه إلى خاله لابان الآرامي.
كانت الرهبة تستبد بالإنسان البدائي ويملك عليه الوجل لبه فيخيل إليه أن لكل شيء مما يكتنفه ذكاء، وأن هذه الظواهر الطبيعية إنما تحدثها كائنات موفورة الفطنة واسعة المقدرة، تبغي بصنيعها إنجاز أغراض خاصة لا نعلمها. إن الطفل يحسب دميته ذات حياة حين تتحرك آليا، فهو يتحدث إليها. وقد كان الإنسان البدائي في طفولة البشرية يفكر على هذا النحو؛ ومن ثم خلع مخه البدائي على قوى الطبيعة المحيطة به مثل ما للبشر من ذكاء وإرادة، وجعل يتوهم أحيانا أن لها هيئة كهيئة البشر، كما حباها بالروح، ولكأنما هي من البشر. وقد هيمنت هذه العقيدة على حياته، وما زال أثرها في عقولنا باقيا لم يزل؛ فلقد يتعثر المرء منا في كرسي فإذا هو قد ركله. وبيننا من يعرض للأحداث السعيدة التي تتمخض عنها نواميس الطبيعة فيذكرها على أنها عناية ربانية ومرحمة إلهية. (2) الروح
فسر الإنسان البدائي بعض ما يخفى عليه أمره من هذه الظاهرات بأن له روحا؛ أي جسما لطيفا حالا بجسده، ولكنه مستقل عنه قابل لأن يزايله في أية لحظة ويمارس نشاطه في أماكن أخرى. وهذه النظرة «الروحانية» هي أساس الدين.
لقد كان يقرن بين النسمة والنسمة، ويرى أن «الريح» إن هي إلا «روح»
3
كبيرة، ترضى فتكون نسيما بليلا ينفح، أو تسخط فتكون ريحا سموما تلفح. وعنده أن المرء إذا تراءى له في نومه صديقا فهو إنما رأى روح ذلك الصديق لا شخصه.
وقد فطن إلى أن الموتى لا يتنفسون فتوهم أن «النفس» (بفتح الفاء) هو «النفس» (بتسكين الفاء)؛ أي الروح، ثم خيل إليه أن من ينم نوما عميقا ينقطع تنفسه كذلك فتوهم أن روحه تفارقه بعض الوقت ثم تئوب إليه؟ فهو قمين بألا يوقظه فجأة لئلا تلقى الروح عنتا في العودة إليه، ثم قال في نفسه: لئن كانت الروح ترتد إلى النائم إنها لحرية أن ترتد إلى الميت. وهكذا لاحت في ذهنه فكرة البعث، وجعل - تبعا لذلك - يعنى بدفن موتاه وإيداع قبورهم ما قد يحتاجون إليه من أغذية وأكسية وآنية، واشتط بعض ذوي الثراء في ذلك فجعلوا يقتلون نساء من مات من أقربائهم وجياده وكلابه ويدفنونها معه لعله يفتقدها عند قيامته من الموت.
نامعلوم صفحہ