حتى إن أسماء آلهتهم تدل على أصلها الأكادي في الغالب.
فكلمة إلوهيم هي جمع لكلمة إيل التي تجيء في كلدة بمعنى الإله الأعلى، وكلمة بابل فيما بين النهرين تجيء بمعنى باب إيل، كما أن بيت إيل تجيء في اليهودية بمعنى منزل إيل.
والمكان الذي قاتل يعقوب الرب فيه سمي فنوئيل، وتسمى هذا الراعي فيما بعد باسم إسرائيل - الذي هو أقرب من إيل.
وليست الإلهة الكبرى الشهوانية عشيرا أو عشتروت التي كان العبريون يعبدونها في الأماكن العليا بين الغياض، والتي كانوا يأتون بالدعارات المقدسة تكريما لها، إلا زهراء «فينوس» بابل عشتار.
وليس بعل الذي جعله بنو إسرائيل منافسا ليهوه، والذي اختلط به نهاية الأمر، بعل كلدة، وإنما انحدر منه على وجه غير مباشر، أي بعد أن جاوز فنيقية؛ حيث استعاره العبريون.
وإذا عدوت دائرة الأسماء التي هي أمر ظاهري إلى الغاية، وجدت أساس الدين يدل على أية دائرة من الأساطير صدرت عنها معتقدات اليهود.
فمن ينظر إلى نظام الكون البابلي القديم، الذي وجد في الكتابات المسمارية، والذي هو أقدم من تاريخ التوراة بعدة قرون، يبصر مشابهته للكونية التي وردت في سفر التكوين، والتي ليست غير نسخة بسيطة عنه.
على أن الرأي البابلي القائل بخلق الدنيا في ستة أيام، أي في أدوار متعاقبة، مما كان كثيرا على الدور الذي بدا فيه، فليس تبين ذلك بالذي يصدر عن شعب سامي ذي أفكار مبهمة.
وما تراه أيضا في أقاصيص سفر التكوين من نوع المنطق، ومن براعة التأليف وقوة الخيال، فما يجاوز قابليات بني إسرائيل بمراحل لا يحصيها عد.
وترى الكنيسة معجزة في تفتح تلك الكونية العظيمة في صميم عصابة من البدويين الجاهليين الأجلاف، فتستنتج من ذلك صدورها عن وحي إلهي بحكم الطبيعة.
نامعلوم صفحہ