وزرا اور کتاب
الوزراء والكتاب
اصناف
[51]
وإخلائك ما قد أصلحه الله بك، ثم تركه شهرا. وقال لأبي الجهم: أعد الكتاب، وأشر عليه بأن يذكر شدة شوقه، ومحبته لمشاهدة نعمة الله عندنا، وعنده فينا، ففعل، وكتب أبو مسلم بنحو ما كتب به أبو الجهم إليه، فأجابه أبو العباس بالإذن. واستخلف أبا صالح كامل بن مظفر على الخراج والدواوين، وفرق أعمال الحرب على جماعة، وقدم على أبي العباس فلقيه، ثم استأذن في الحج، فأذن له.
وكان أبو العباس شكا إلى خالد، وهو يتقلد دواوينه، اهتمامه بهيبة الجند أبا مسلم، فأشار عليه أن يأمره بعرضهم، وإسقاط من لم يكن من أهل خراسان منهم، ففعل ذلك . فجلس أبو مسلم للعرض، فأسقط في أول بشرا كثيرا، ثم جلس في اليوم الثاني، فأسقط أيضا بشرا كثيرا، ثم جلس في اليوم الثالث، فدعا بالناس فلم يقم أحد، فدعا ثانية فلم يقم أحد، ودعا ثالثة فلم يقم أحد، فقام إليه رجل فقال: علام تسقط الناس أيها الرجل منذ ثلاث؟ فقال: أسقط من لم يكن من أهل خراسان، قال: فابدأ بنفسك، فإنك من أهل أصبهان، وقد دخلت في أهل خراسان. فوثب أبو مسلم عن مجلسه، وقال: هذا أمر أحكم بليل: وحسبك من شر سماعه، وفطن لما أريد به، وبلغ الخبر أبا العباس، فسره.
وكان داود بن علي يتقلد الكوفة وأعمالها، فدفع طريح بن إسماعيل إلى كاتبه رقعة إلى داود في حاجة له إليه، متقاضيا لها، فقال له: هذه حاجتك مع حاجة فلان من الأشراف، فقال:
تخل بحاجتي واشدد قواها ... فقد أمست بمنزلة الضياع
إذا راضعتها بلبان أخرى ... أضر بها مشاركة الرضاع
ودونك فاغتنم شكري وشعري ... وإياكم مكاشفة القناع
فأفرد رقعته، وقضى حاجته.
صفحہ 90