وزرا اور کتاب
الوزراء والكتاب
اصناف
[47]
معسكرك لا يدخله خلل. فانصرف إلى معسكره بحمام أعين.
وكانت مدة تقليد أبي سلمة الأمور منفردا بها، إلى أن ظهر أمر الشيعة ، شهرين ونصفا.
وكان خالد بن برمك في عسكر قحطبة يتقلد خراج كل ما افتتحه قحطبة من الكور، وتقلد الغنائم وقسمها بين الجند، فكان يقال: إنه ما أحد من أهل خراسان إلا ولخالد عليه يد ومنة، لأنه قسط الخراج، فأحسن فيه إلى أهله. وكان مع قحطبة حيث قتل ابن ضبارة، فغلط برأسه، فوجه قحطبة إلى أبي مسلم بغير رأس ابن ضبارة، ثم عرف رأسه بنقش خاتمه، فأراد قحطبة أن يوجه به، فمنعه خالد بن برمك بصحة رأيه. وقال: إن فعلت ذلك أبطلت الأول والثاني.
وكان لخالد، فيما ذكر عبد الملك بن صالح، وحكاه أيضا صالح، صاحب المصلى في يوم ابن ضبارة، رأى وفطنة استحسنا، وهو أن خالد ابن برمك كان على سطح من سطوح قرية، قد نزلوها مع قحطبة بن شبيب، وهم يتغدون، حتى أقبلت أقاطع الوحش من الظباء والبقر، فخالطت العسكر، فقال خالد لقحطبة: يا أيها الأمير، قد أتينا، فمر من ينادي بالسلاح، فعجب قحطبة منه، فقال: لا تتشاغل بكلامي وأمر بالنداء، فنادى بالسلاح، وأظلهم ابن ضبارة في عسكره، وكان من أمرهم ما كان. فلما انقضت الحرب سئل عن السبب فيما قاله، فقال: رأيت الوحوش قد خالطت العسكر، ومن حكمها أن تنفر عنه، فعلمت: أنها لم تخاطه إلا لشيء وراءها أعظم مما دخلت فيه.
أيام أبي العباس السفاح
ولما عقدت البيعة لأبي العباس، وحضر خالد بن برمك لمبايعته، فرأى فصاحته، توهمه من العرب، فقال له: ممن الرجل؟ فقال له: مولاك خالد بن برمك، وقص عليه قصته، وقال: أنا كما قال الكميت ابن زيد:
فما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مشعب الحق مشعب
فأعجب به أبو العباس، وأقره على المكان يتقلد من الغنائم، وجعل إليه بعد ذلك ديوان الخراج، وديوان الجند، وكثر فيه حامده، وحسن أثره.
صفحہ 82