[97]
ولائمة لامتك يا فيض في الندى ... فقلت لها هل يقدح اللوم في البحر
أرادت لتثني الفيض عن عادة الندى ... ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر
مواقع جود الفيض في كل بلدة ... مواقع ماء المزن في البلد القفر
كأن وفود الفيض حين تحملوا ... إلى الفيض لافوا عنده ليلة القدر
وحدثنا ولد علي بن الحسين عنه: أن الفيض بن أبي صالح، وأحمد بن الجنيد، وجماعة من الكتاب والعمال، خرجوا من دار الخليفة، منصرفين إلى منازلهم في يوم وحل، فتقدم الفيض، وتلاه أحمد بن الجنيد، فنضح دابة الفيض على ثياب أحمد بن الجنيد من الوحل، فقال أحمد للفيض: هذه والله مسايرة بغيضة. ولا أدري بأي حق وجب لك التقدم علينا، فلم يجبه الفيض عن ذلك بشيء، ووجه إليه عند مصيره إلى منزله بمائة تخت، وفي كل تخت قميص وسراويل ومبطنة وطيلسان وعمامة أو شاشية، وقال لرسوله: قل له: وجب لنا التقدم عليك أن لنا مثل هذا، نوجه به إليك عوضا مما أفسدناه من ثيابك، فإن كان لك مثله فلك التقدم علينا، وإلا فنحن أحق بالتقدم منك.
صفحہ 178