وكان المهدي لما أفضت الخلافة إليه أمر بإطلاق من في السجون، فأطلق منهم يعقوب بن داود بن طهمان، وكان يعقوب كاتب إبراهيم بن عبد الله ابن حسن بن حسن، وكان المنصور حبسه في المطبق، وكان داود بن طهمان وأخوته كتابا لنصر بن سيار، ولما مات داود نشأ ولده علي ويعقوب أهل أدب وفن، وافتنان في صنوف العلوم، وكان علي بن داود كتب لإبراهيم بن عبد الله بن حسن، وصحبه يعقوب بن داود، ولم يزالا معه إلى أن قتل إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فظفر بيعقوب بن داود، فحبسه أبو جعفر في المطبق، في سنة أربع وأربعين ومائة، وكان الحسن بن إبراهيم ابن عبد الله معه في المطبق، فسعى به يعقوب إلى المهدي، وذكر أنه قد عمل سربا يهرب منه، فبعث المهدي، فوجد السرب، فنقله إلى نصير الوصيف، فاحتيل له في الهرب، فهرب من يده، لأن جماعة من الزيدية احتالت في هربه، وصاروا به إلى مدينة الرسول، فتقدم المهدي إلى يعقوب بطلبه، فضمن له ذلك، واستأذنه في رفع النصائح إليه، فأذن له، فداخله بذلك السبب، وتثاقل أبو عبيد الله وأدل، وتمالأ يعقوب والربيع على أبي عبيد الله، فجعلت حال يعقوب تزيد، وحال أبي عبيد الله تنقص، إلى أن سمى المهدي يعقوب أخا في الله ووزيرا، وأخرج بذلك توقيعات تثبت في الدواوين، ففي ذلك يقول سلم الخاسر:
قل للإمام الذي جاءت خلافته ... تهدي إليه بحق غير مردود
نعم المعين على التقوى أعنت به ... أخوك في الله يعقوب بن داود
وحج المهدي سنة ستين ومائة، ويعقوب بن داود معه، فأخذ منه أمانا للحسن بن عبد الله بن
صفحہ 168