158

وهذا شيء يشبه حكاية عن غيلان بن خرشة الضبي، أحد أصحاب أبي موسى الأشعري، وكان غيلان أسكن رجلا دارا له بالبصرة، ثم أراد إخراجه عنها، فنازعه الساكن، وكانت لغيلان منزلة من أبي موسى. فإنه يوما لجالس إلى جنبه، إذ دخل الساكن، فقال: أصلح الله الأمير، إن غيلان أسكنني دارا، وهو يريد إخراجي منها، ومن قصتي وقصته كيت وكيت. فأقبل أبو موسى على غيلان، فقال: أبينك وبينه منازعة؟ فقال: نعم، هذا رجل أسكنته، ثم ذهب يقص قصته، فقال له أبو موسى: رويدك، انتقل فاجلس مع خصمك، فقال له غيلان: ما هو إلا هذا؟ فقال أبو موسى: ما هو إلا هذا! فقال: فاشهد أن الدار له. وأحفظه ذلك على أبي موسى، فشخص حتى قدم المدينة على عثمان، فدخل عليه في يوم اجتمعت فيه بنو أمية على مأدبة لهم، وعليه عمامته وثياب سفره، فلما رآه قال له: من أنت؟ قال رجل

صفحہ 158