وجودیت دینیہ
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
اصناف
القلق خوف غير محدد الموضوع، خوف من مجهول هو العدم الذي ينفي كل موضوع، هو الوعي الوجودي بتهديد العدم، بالتناهي المتأصل في الإنسان. والشجاعة هي التصميم على مواجهة هذا القلق بطريقة تحتوي العدم تماما وتتضمنه داخل الوجود، وهي بهذا تمثل الفارق بين القلق الوجودي والقلق العصابي الذي يتفادى العدم بواسطة تفادي الوجود أو تقليل نطاقه؛ فالشخصية العصابية تبحث عن تأكيد لما تبقى من ذاتها المنقوصة، فتؤكد شيئا ما أقل جوهرية، تأكيدا سلبيا موهوما.
ويميز تيليش بين ثلاثة أنماط للقلق: (1)
القلق الأونطيقي
Ontic ،
11
قلق المصير والموت. (2)
القلق الأخلاقي، قلق الذنب والإدانة. (3)
القلق الروحي، قلق الخواء واللامعنى.
في القلق الأونطيقي: نجد المصير يهدد التأكيد-الذاتي لوجود الفرد تهديدا نسبيا، أما الموت فيهدده تهديدا مطلقا؛ ينشأ قلق المصير من الوعي بالعرضية التي لا يمكن استئصال شأفتها، والتي تتخلل أعمق أعماق وجود المرء، ويقف الموت من وراء المصير بوصفه التهديد المطلق لتأكيد-الذات الأونطيقي. يفضح الموت العدمية الكلية للوجود، وغالبا يحاول الإنسان تحويل هذا القلق إلى خوف، قد ينجح إلى حد ما، لكن يدرك أن التهديد لا يمكن أبدا تجسيده في موضوع معين، إنه ينشأ عن الموقف الإنساني بما هو كذلك، فيحيرنا السؤال: هل ثمة شجاعة كينونة، شجاعة تأكيد-الذات، على الرغم من التهديد الأونطيقي لتأكيد الذات، المحاق بالإنسان؟
ويهددنا العدم على مستوى آخر، حين ينشأ عنه قلق أخلاقي، يحمل قلق الذنب تهديدا نسبيا، وقلق الإدانة تهديدا مطلقا، تبحث النفس عن تأكيد ذاتها أخلاقيا، عن طريق تحقيق إمكانياتها ، لكن العدم يعبر عن نفسه في كل فعل أخلاقي، بأن يعجز الإنسان عن التحقيق الكامل لكل ممكناته، فيظل مغتربا عن ذاته الجوهرية. ويتخلل الالتباس الأخلاقي كل أفعاله؛ والوعي بهذا الالتباس ذنب؛ والذنب قد يؤدي بالذات إلى الرفض الكامل لذاتها، إلى التهديد المطلق الذي تحمله الإدانة. ويثار السؤال: هل ثمة شجاعة كينونة، على الرغم من التهديد الأخلاقي لتأكيد الذات؟
نامعلوم صفحہ