وجودیت دینیہ
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
اصناف
Brandenburg
في بروسيا بألمانيا الشرقية،
1
أبوه منها، ولكن أمه من مقاطعة رينيلاند بألمانيا الغربية، ولعل هذا أول توتر له على قلب حدود - الحدود بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية؛
2
تحمل الأولى ميلا ما للتأمل، مرتبطا بكآبة ووعي حاد بالواجب والخطيئة الشخصية، ولا يزال بها احترام كبير للسلطة والتقاليد الإقطاعية؛ أما ألمانيا الغربية فتميزها الفتنة بالحياة، وحب التعين والحركية والعقلانية والديمقراطية، فأثرت هذه السمات المتصارعة على سياق حياته الداخلية والخارجية . وعلى الرغم من أن أمه ماتت مبكرا، وبالتالي كان تأثير أبيه هو المهيمن، فإن أطر ميراثه من بيئته لم تعرف أبدا الترابط والانسجام، بل دائما التوتر على الحدود، مما يفسر لنا رؤيته للتاريخ بأنه اختيار لخط يتجه صوب هدف، بدلا من الفكرة الكلاسيكية التي تراه دائرة مغلقة؛ فمضمون التاريخ في نظره تشكله فكرة الصراع بين مبدأين متعارضين. والحقيقة ديناميكية، نجدها في قلب الصراع أو القدر
3
أو على الحدود بين المبدأين المتصارعين.
وقد قضى سنوات صباه في شونفليس؛ حيث كان أبوه - وهو لاهوتي محافظ، وقسيس بروتستانتي كبير من رعاة الأبرشية اللوثرية - كان يعمل في منصب ديني رفيع كأسقف ومدير لكنيسة الإقليم. وشونفليس مدينة صغيرة وهادئة شرق الألب، أنشئت في العصور الوسطى، وما زالت محتفظة بشيء من طابعها، ومحاطة بمراع خصيبة وغابات كثيفة، مما ترك في الصبي باول انطباعا عميقا بالطبيعة وإحساسا رومانتيكيا بعبق التاريخ، فضلا عن الارتباط بالكنيسة بوصفها حاملة المعنى المقدس في قلب الحياة الإنسانية، «إنها المكان الذي ينبغي أن نعيش فيه الخبرة بالسر المقدس؛ نعيشها برهبة وجفول علوي.»
4
نامعلوم صفحہ