وأسرع حناطة ومن معه من الجنود يدفعونه في حنق وقسوة، وهو يحجل في قيوده ويتكفأ. وكان سيف ينظر مبهوتا إلى المنظر العاصف ويكتم صيحات حنقه، ولما رأى الشيخ يترنح تحت ضربات الحراس صاح قائلا: أيها الذئاب!
فلكم حناطة الشيخ قائلا: اخسأ أيها الخائن.
ونظر نحو سيف كأنه يخاطبه.
فنظر الشيخ إليه، وقال له هادئا بصوت خافت: لو غيرك قالها؟
فكان رد حناطة لكمة أخرى ترنح لها الشيخ صامتا، ومضى يحجل في قيوده متعثرا.
وصاح سيف متجها نحو يكسوم: إنها مثلة! إنها وحشية!
ونظر الشيخ نحوه نظرة أخرى، وانفرج وجهه البائس عن بسمة خافتة قبل أن يخرج من الباب.
وقال يكسوم في حقد: حقا إنك كنت أولى بهذا. ولكن مهلا! مهلا حتى ترى بعينيك هلاك فلول الخونة الذين يشاركونك. أتعرف نفيل بن حبيب؟
فنظر إليه سيف في غيظ ولم يجبه.
ومضى يكسوم قائلا: سأحمل إليك بعض أنباء لا تعرفها، وأظنك تطرب لها. كان نفيل ينتظرك في شعب غيمان مع أصدقائك، وبعث إليك رجلا من قومك يستعجلك، بعث إليك هذا الشيخ لتذهب إليهم، ولكنك كنت في شغل عن مثل هذا العناء، كنت في شغل بأحاديث أخرى مع النساء.
نامعلوم صفحہ