34

وجهة العالم الإسلامي

وجهة العالم الإسلامي

ناشر

دار الفكر معاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق

ایڈیشن نمبر

١٤٣١هـ = ٢٠٠٢م / ط١

پبلشر کا مقام

سورية

اصناف

الاتصال الأول بين أوربة والعالم الإسلامي ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات ٤٩/ ١٣] ــ استمد إنسان أوربا دائمًا غذاءه من الأرض، منذ كان يشيد حياته وسط المستنقعات، ولقد هيأت هذه الضرورة الحيوية جميع العناصر الأولية في (الحضارة الزراعية) أو (الحضارة الخضراء)، على ما ذهب إليه أحد علماء الاجتماع الفرنسيين. وكان دور هذه الضرورة أنها حققت منذ عهد مبكر (تركيب) عبقرية الإنسان مع عناصر التراب، فوجد الإنسان نفسه يعيش في بيئة مكيفة، تفرض عليه سلوكًا يتفق وعلاقات الجوار الوثيقة، تلك العلاقات التي خلقت فكرة الملكية، وسنت حدودها بوصفها مجالًا للحياة الإنسانية: للمنزل وللأسرة، وكان هذا (المجال الحيوي) مكيفًا في جوهره طبقًا لضروب نشاط موسمية منتظمة، فكون هذا النشاط لدى الفرد فكرة جد واضحة؛ هي فكرة العمل اليومي، أي إنه لم يزوده بفكرة غامضة عن (الجهد في سبيل لقمة العيش)، تلك التي تسود البيئات اليدوية. وهنا تدخل فكرة الزمن الاجتماعية بدورها في (التركيب) الأولي، فلقد

1 / 39