لم ير ييتس أحدا، لكنه سرعان ما رفع يديه؛ إذ كان رجلا سريع التكيف.
صاح قائلا: «ما المشكلة؟ أنا أيضا أتقهقر.» «إذن فلتتقهقر خمس خطوات أخرى. سأعد الخطوات. واحدة.»
خطا ييتس خطوة واسعة إلى الأمام، فرأى رجلا وراء شجرة كان يصوب نحوه بندقية. ثم أخذ خطوة ثانية فرأى آسرا ثانيا يرفع مطرقة ضخمة، كهرقل حاملا هراوته. كان السواد يخيم على وجهي الرجلين، وكانا أشبه بشيطانين من شياطين الغابة السيئي السمعة. وكان معهما نصف دزينة من الأسرى البؤساء كانوا جالسين على الأرض مشكلين نصف دائرة. تفوه حامل البندقية بألفاظ نابية بنبرة مرعبة، لكن رفيقه ذا المطرقة كان صامتا.
قال الرامي: «تعال أيها الوغد الحقير، واجلس مع رفاقك الأوغاد. وإذا حاولت الهرب أيها الحقير الفاسق، فسأملأ جسدك بالرصاص!».
صاح ييتس بعدما تعرف على هوية المتكلم، قائلا: «أوه، لن أهرب يا ساندي. فلم عساني أهرب؟ طالما استمتعت برفقتك ورفقة ماكدونالد. كيف حالك يا ماك؟ أهذه غارة صغيرة تشنها بنفسك؟ مع أي جانب تحارب؟ وبالمناسبة يا ساندي، ما وزن ذاك القضيب الحديدي القديم الذي تمسكه؟ فأنا أود أن أحسم رهانا. دعني أحمله، كما قلت في الورشة.»
قال ساندي بنبرة محبطة وهو يخفض بندقيته: «أوه، أهذا أنت حقا؟ ظننت أننا قد قبضنا على واحد آخر منهم. أريد أنا والعجوز أن نجعلهم دزينة كاملة.» «حسنا، لا أظنكما ستأسران أي شخص آخر. لم أر أحدا وأنا آت عبر الغابة. ماذا ستفعلان بهذه المجموعة؟»
فتكلم ماكدونالد للمرة الأولى قائلا باقتضاب: «سنضربهم على رءوسهم.» ثم أضاف على مضض: «إذا حاول أي منهم الهرب.»
كان جليا أن الأسرى كلهم كانوا منهكين ويائسين إلى حد يعجزهم عن الإتيان بأي محاولة لاستعادة حريتهم. غمز ساندي بعينه لييتس من فوق كتف ماكدونالد، وأومأ برأسه إيماءة جانبية طفيفة بدت تلميحا إلى أنه يريد محادثة المراسل الصحفي على انفراد.
سأل ييتس قائلا: «لست أسيرا لديكما، أليس كذلك؟».
فقال ماكدونالد: «نعم، لست أسيرا. يمكنك الذهاب إن شئت، ولكن ليس في الاتجاه الذي ذهب فيه الفينيانيون.» «أظنني لن أحتاج إلى الذهاب أبعد من هنا خطوة واحدة، إذا سمحت لي بإجراء حوار صحفي مع أسراك. كل ما أريده هو الحصول على بعض المعلومات عن المعركة.»
نامعلوم صفحہ