خيم صمت لحظي على الاثنين الموجودين في المطبخ، لكن حالة الافتتان التي كانت بينهما قد أفسدت.
قال ييتس مترددا: «لا ... لا أظن أنه ستوجد أي مشكلة في استعادة الخيول. وإذا فقدتموها، فسيتعين على الحكومة أن تدفع تعويضا.»
ردت كيتي ببرود قائلة: «أظن ذلك.» ثم أضافت: «معذرة، يا سيد ييتس، يجب ألا أبقى هنا أكثر من ذلك.» وبعدئذ تبعت ماجريت إلى الغرفة الأخرى.
تنهد ييتس تنهيدة ارتياح طويلة. فقد كانت كل الصعوبات القديمة في تفضيل إحدى الفتاتين على الأخرى قد عاودته حين فتح الباب الخارجي فجأة. شعر بأنه قد نجا في اللحظة الأخيرة، وبدأ يتساءل عما إذا كان قد ألزم نفسه حقا بالارتباط بكيتي. ثم اعتراه الخوف من أن تكون مارجريت قد لاحظت ارتباك صديقتها الواضح، وخمنت سببه. وتساءل عما إذا كان ذلك سيساعده أم سيضره في محاولات تودده إلى مارجريت، إذا قرر أخيرا أن يفضلها على الأخرى في الارتباط الجاد بها. ومع ذلك، قال لنفسه إن الاثنتين فتاتان ريفيتان في النهاية، ولا شك أن كلتيهما ستكون متلهفة بشدة لقبول فرصة العيش في نيويورك. وهكذا استأنف عقله تدريجيا ثقته الطبيعية بنفسه، وارتأى أن شكوك مارجريت، مهما كانت ماهيتها، لا يمكن إلا أن تجعله أكثر قيمة في عينيها. فقد كان يعرف حالات مال فيها قلب المرأة إلى الرجل من بعد تردد حين شعرت بأنها على وشك فقدانه. وعندما بلغ هذا الحد، فتح باب غرفة الطعام وظهر ستوليكر.
قال الشرطي: «نحن في انتظارك.» «حسنا. أنا مستعد.»
وحين دخل الغرفة، وجد الفتاتين واقفتين معا وتتحاوران بجدية.
صاحت السيدة بارتليت قائلة: «أتمنى لو أصبحت شرطية لأربع وعشرين ساعة. كنت سأطارد لصوص الخيول بدلا من تكبيل أيادي الأبرياء.»
قال ستوليكر الجامد الشعور وهو يخرج الأصفاد من جيبه: «تعاليا معي.»
تابعت السيدة بارتليت: «إذا كنتم ثلاثة رجال لا تستطيعون أخذ هذين الرجلين إلى المعكسر أو السجن أو أي مكان آخر دون تكبيلهما، فسآتي معكم بنفسي وأحميكم وأتأكد من أنهما لن يهربا. يجب أن تخجل من نفسك يا سام ستوليكر لو كانت لديك أي رجولة، وإن كنت أشك في ذلك.» «يجب أن أؤدي واجبي.»
وهنا نهض البروفيسور من كرسيه. وقال بعزم: «سيد ستوليكر، سآتي معك أنا وصديقي بهدوء. لن نحاول الهرب إطلاقا؛ لأننا لم نفعل شيئا يجعلنا نخشى الاستجواب. لكني أنذرك سلفا بأنك إذا حاولت وضع الأصفاد على معصمي مرة أخرى، فسأسحقك.»
نامعلوم صفحہ