قال: «بما أنك من نيويورك، فربما تستطيع أن تحسم رهانا صغيرا يود ساندي هنا أن يخوضه مع شخص ما.»
وسرعان ما فهم ساندي تلميح الحداد، فأخذ القضيب الذي كان دائما ما يوضع بالقرب من النيران على نحو كاف ليكون ذا سخونة مؤلمة.
ثم قال وهو يقدر وزنه بدقة تحليلية في يده المتأرجحة: «كم يبلغ وزن هذا في رأيك؟» فعل ساندي ذلك أفضل من أي مرة سابقة. فقد بدت على وجهه الجامد الساذج نظرة براءة تامة، وكان الحاضرون يراقبون ما سيحدث حابسين أنفاسهم في ترقب.
كان بارتليت على وشك التقدم لإنقاذ صاحبه، لكن تحديقة خبيثة من ماكدونالد منعته، وفوق ذلك، خالجه شعور ما بأنه متعاطف مع جيرانه وليس مع الغريب الذي أحضره وسطهم. رأى في استياء أن ييتس ربما كان من الممكن أن يكون أقل تعاليا وتغطرسا. وفي الحقيقة، حين طلب منه المجيء، تخيل أن تألقه سيحظى بإعجاب الحاضرين في الحال، وأنه سينال ثناءهم واحترامهم. أما الآن، فشعر الصبي بأن الاحتقار العام الذي لم يبذل ييتس أي جهد لإخفائه قد شمله هو أيضا.
رمق ييتس قضيب الحديد بنظرة خاطفة، وقال بلا مبالاة دون أن يخرج يديه من جيبيه: «أوه، أظنه يزن رطلين.»
قال ساندي في توسل وهو يمد يده بالقضيب إليه: «احمله.»
رد ييتس بابتسامة: «لا، شكرا. أتظن أنني لم أمسك حدوة حصان ساخنة من قبل؟ ما دمت متلهفا لمعرفة وزنها، فلماذا لا تأخذها إلى متجر البقالة وتزنها؟»
قال ساندي بابتسامة واهية وهو يرمي القضيب معيدا إياه إلى مستقره على الفرن: «إنه ليس ساخنا. فلو كان كذلك، لما استطعت حمله وقتا طويلا.»
رد ييتس بابتسامة: «أوه لا، كلا بالطبع. أتخال أنني لا أعرف ماهية أيادي الحدادين؟ جرب شيئا جديدا.»
رأى ماكدونالد أنه لم ينهزم أمام جمهوره؛ لأنهم كلهم شعروا بأنهم تجرعوا مثله مرارة خيبة حيلة ساندي كما بدا واضحا عليهم، لكنه كان متيقنا من أنه إذا أفحم أي شخص في جدال مستقبلي، فسوف يذكره بواقعة النيويوركي ليحرجه. كان يبدي غريزة نابليونية في أوقات الأزمات.
نامعلوم صفحہ