وصیت کبریٰ
الوصية الكبرى = رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أتباع عدي بن مسافر الأموي
اصناف
وقد حرم الله قتل النفس بغير حقها وأكل أموال الناس بالباطل إما بالغصب وإما بالربا أو الميسر كالبيوع والمعاملات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك قطيعة الرحم وعقوق الوالدين وتطفيف المكيال والميزان والإثم والبغي بغير الحق.
وكذلك مما حرمه الله تعالى أن يقول الرجل على الله ما لا يعلم مثل أن يروي عن الله ورسوله أحاديث يجزم بها وهو لا يعلم صحتها أو يصف الله بصفات لم ينزل بها كتاب من الله ولا أثارة من علم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كانت من صفات النفي والتعطيل مثل قول الجهمية: إنه ليس فوق العرش ولا فوق السموات؛ وإنه لا يرى في الآخرة؛ وإنه لا يتكلم ولا يحب ونحو ذلك مما كذبوا به الله ورسوله أو كانت من صفات الإثبات والتمثيل مثل من يزعم أنه يمشي في الأرض أو يجالس الخلق أو أنهم يرونه بأعينهم أو أن السموات تحويه وتحيط به أو أنه سار في مخلوقاته إلى غير ذلك من أنواع الفرية على الله.
وكذلك العبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} فإن الله شرع لعباده المؤمنين عبادات؛ فأحدث لهم الشيطان عبادات ضاهاها بها مثل أنه شرع لهم عبادة الله وحده لا شريك له؛ فشرع لهم شركاء؛ وهي عبادة ما سواه والإشراك به. وشرع لهم الصلوات الخمس وقراءة القرآن فيها والاستماع له؛ والاجتماع لسماع القرآن خارج الصلاة أيضا فأول سورة أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم {اقرأ باسم ربك الذي خلق} أمر في أولها بالقراءة؛ وفي آخرها بالسجود بقوله تعالى: {واسجد واقترب}.
صفحہ 122