قال غير واحد من السلف: الحكمة هي السنة. لأن الذي كان يتلى في بيوت أزواجه رضي الله عنهن سوى القرآن هو سننه صلى الله عليه وسلم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم {ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه} وقال حسان بن عطية: كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل بالقرآن فيعلمه إياها كما يعلمه القرآن.
وهذه " الشرائع " التي هدى الله بها هذا النبي وأمته مثل: الوجهة والمنسك والمنهاج وذلك مثل الصلوات الخمس في أوقاتها بهذا العدد وهذه القراءة والركوع والسجود واستقبال الكعبة. ومثل فرائض الزكاة ونصبها التي فرضها في أموال المسلمين: من الماشية والحبوب والثمار والتجارة والذهب والفضة ومن جعلت له؛ حيث يقول: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}.
ومثل صيام شهر رمضان ومثل حج البيت الحرام ومثل الحدود التي حدها لهم: في المناكح والمواريث والعقوبات والمبايعات ومثل السنن التي سنها لهم: من الأعياد والجمعات والجماعات في المكتوبات والجماعات في الكسوف والاستسقاء وصلاة الجنازة والتراويح.
صفحہ 41