يتجه نحو السيخ فهو عبارة عن أراض يزرع فيها القمح (272).
وتوجد في قمة الجبل عدة كهوف وأنفاق يعتبرها الذين يذهبون إليها بحثا عن الكنوز (273) أمكنة سرية أخفى الرومان فيها عند جلائهم، كما يقال، أشياءهم النفيسة جدا، وفي خلال الشتاء عندما لا تكون هناك حاجة للاهتمام بكروم العنب ينهك هؤلاء المجانين قواهم مدفوعين بفضولهم، في حفر واستئناف حفر الأرض الصلبة والصخرية.
ومع ذلك يؤكد الجميع أنه لم يعثر فيها على شيء. كما أن ثمار هذا الجبل تبدو كئيبة المظهر، ولعنبها منظر منفر. وتنضج هذه الثمار والأعناب قبل نظائرها في المناطق المجاورة.
تيغريغره
تيغريغره اسم لجبل يجاور جبال الأطلس، على مسافة أربعين ميلا (274). ويقع جبل تيغريغره بين سهلين كبيرين. يقع الواحد من طرف فاس، أي الكورة التي تكلمنا عنها قبل قليل، والتي تدعى السايس، والآخر يقع إلى الجنوب ويدعى سهل آدخسن (275).
وتوجد هنا أرض طيبة جدا لزراعة القمح ولرعي الماشية. وهذه السهول في أيدي عرب يسمون زعير (276) الذين هم من أتباع الملك. ويقطع الملك، في أغلب الأحيان، عوائد أحد هذين السهلين لهذا أو لذاك من إخوته، ويغل السهل في المتوسط مقدار عشرة آلاف دينار في العام. ومن الصحيح القول إن عرب زعير كثيرا ما يتضايقون من عرب آخرين يدعون عرب الحسين الذين يسكنون الصحراء والذين ينتجعون صيفا في هذه المنطقة (277). وقد دفع الملك هذا الخطر بأن أرسل لهذه المنطقة خيالة وراشقي سهام
صفحہ 300