98

============================================================

الباب الخامس في الحلال اخواني : فمتى أنعم الله عليكم بالقناعة، فاشكروه. كثيرا. وراقبوا الله في هذا القوت الذي قنعتم به، فالتمسوه من أحل وأطيب ما تجدون إليه سبيلا، ليكون أيسر لحسابكم، وليتم لكم خير الآخرة بطيب المكسب كما تعجلتم بالقناعة التي هي راحة للقلب في الدنيا .

ندرة الحلال وكثرة الشبهات : واعلموا: أن الحلال الذي لا شك فيه عزيز منذ زمان، وإنا لفي شبهات مزوجات بالحرام والسحت، فيا لها شبهات مستورة، لكنها من التخاليط الي تعلمون فمتى يكون لأمثالنا ورع، أو متى يصفو لنا عمل؟

ونحن نمتلىء من الشهوات، ونلبس الزينة من الشبهات . وبلغنا أن بعض أهل العلم قال : يبعث يوم القيامة أقواما من قبورهم أنتن من الجيف : وهم الذين يتلذذون بفضول أموالهم من الشبهات، وقال : والله وأنا منهم: وجوب الورع في إكتساب القوت : اخواني : فهذا العالم الخائف كان هذا حاله عند نفسه، واشفاقه من عواقب الشبهات، أفتري كيف يكون حال أمثالنا في هذه الدنيا وشبهاتها وأقذر من الشبهات ؟

صفحہ 98