وصايا العلماء عند حضور الموت

ابن زبر الربعي d. 379 AH
81

وصايا العلماء عند حضور الموت

وصايا العلماء

تحقیق کنندہ

صلاح محمد الخيمي والشيخ عبد القادر الأرناؤوط

ناشر

دار ابن كثير - دمشق - بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولى، 1406 - 1986

حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد , نا سليمان بن سيف، نا أبو

[ص: 69]

عاصم، نا حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت , فحول وجهه إلى الحائط , وجعل يبكي طويلا , فقال له ابنه: يا أبه , أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ فأقبل بوجهه علينا فقال: " إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله , وقد كنت على أطباق ثلاثة: قد كنت وما أحد أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا أحب إلي من أن أستمكن منه فأقتله , فلو مت على تلك الحال كنت من أهل النار , فلما جعل الله عز وجل الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا محمد , ابسط يمينك أبايعك , قال: فبسط يده , فقبضت يدي , فقال: «ما لك يا عمرو» ؟ فقلت: أريد أن أشترط , فقال: «اشترط , ماذا؟» : قلت: يغفر لي ما كان , قال: «أما علمت أن الإسلام يمحو ما كان قبله , وأن الهجرة تمحو ما كان قبلها , وأن الحج يهدم ما كان قبله؟» قال: فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا أجل في عيني منه , وما

[ص: 70]

كنت أطيق أن أملأ عيني إجلالا له , ولو شئت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أنظر إليه إجلالا له فلو مت على ذلك لرجوت أن أكون من أهل الجنة , ثم ولينا بعد أشياء , لا أدري ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تتبعوني نائحة ولا نارا , فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا , ثم أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها كي أستأنس بكم , حتى أنظر ما أراجع به رسل ربي "

صفحہ 68