وسائل الوصول إلى شمائل الرسول
وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص)
اصناف
وكان أحب الصباغ إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخل.
وعن عائشة (رضي الله تعالى عنها) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «نعم الإدام الخل».
وعن ابن عباس (رضي الله تعالى عنهما) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة على أم هانئ (رضي الله تعالى عنها) وكان جائعا، فقال لها: «أعندكم طعام اكله؟»، فقالت: إن عندي لكسرا يابسة، وإني لأستحيي أن أقدمها إليك. فقال: «هلميها»، فكسرها في ماء، وجاءته بملح، فقال: «ما من إدام؟»، فقالت: ما عندي إلا شيء من خل، فقال: «هلميه».
فلما جاءته به .. صبه على طعامه؛ فأكل منه، ثم حمد الله عز وجل، وأثنى عليه، ثم قال: «نعم الإدام الخل، يا أم هانئ؛ لا يقفر بيت فيه خل».
وعن أم سعد (رضي الله تعالى عنها) قالت: دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على عائشة وأنا عندها، فقال: «هل من غداء؟»، فقالت:
عندنا خبز وتمر وخل، فقال: «نعم الإدام الخل، اللهم؛ بارك في الخل؛ فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يقفر بيت فيه خل».
وهذا مدح للخل بحسب الوقت- كما قاله ابن القيم- لا لتفضيله على غيره، بل هو جبر لقلب من قدمه له (صلى الله عليه وسلم)، وتطييبا لنفسه، لا تفضيلا له على غيره؛ إذ لو حضر نحو لحم أو عسل أو لبن ..
لكان أحق بالمدح.
صفحہ 168