والعليُّ: من أسمائِهِ تَعَالَى، ومعناه: «أَنَّ لَهُ سبحانَهُ العلوَّ المطلقَ الدالَّ على جميعِ مراتبِ العلوِّ، ذَاتًا وقَدْرًا وَشَرَفًا، كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [الشورى: ٤]» (^١).
[٣] مُنَزِّلُ الذّكْرِ تِبْيَانًا وَمَوعِظَةً … لِلْمُتَّقِينَ فَيَا طُوبَى لِمَنْ عَقَلَا
يُخبِرُ النَّاظِمُ أنَّ اللهَ تعالى أنزل الذكر تبيانًا، كما قال جل شأنه: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل: ٨٩]، وأنزله أيضًا موعظةً للمتقين؛ قال ﷿: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٨]، وقد سمَّى اللهُ تنزيلَهُ ذِكْرًا؛ فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]، فيا طوبى لمن عقل وتدبر كلام الله، وهداه عقله إلى ذلك.
وقول الناظم: (فَيَا طُوبَى لِمَنْ عَقَلَا) هذا ثناءٌ من النَّاظِمُ على من تدبَّر وعقل كلام الله؛ كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الروم: ٢٨].
[٤] يَا مَنْ يُجِيبُ دُعَا المُضْطَرِّ حِينَ [دَعَا] (^٢) … وَيَكْشِفُ السُّوءَ عَنْ عَبْدٍ لَهُ سَأَلَا
والمضطَرُّ في اللغةِ: مفتعلٌ من الضُّرِّ، وأصلُه: مُضْتَرِرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التَّاءُ طاءً لأجْلِ الضَّادِ (^٣).
والضمير في: (لَهُ) يعودُ على اللهِ ﷾؛ أي: أنت يا ألله يا من تجيب دعاء المضطر، وتكشف السُّوءَ والكربَ عن عبدكَ حين يسألك؛ كما قال سبحانه: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: ٦٢].