فهرب عمرو القنا وأصحابه واستأمن قوم وأجلت الحرب عن أربعة آلاف قتيل وجرحى كثير من الخوارج. فأمر المهلب بأن يدفع كل جريح الى عشيرته. وظفر بعسكرهم فحوى ما فيه. ثم انصرف الى جيرفت. فقال الحمد لله الذي ردنا الى الخفض والدعة فما كان عيشنا بعيش ، ثم نظر الى قوم في عسكره لم يعرفهم فقال ما أشد عادة السلاح ناولوني درعي فلبسها. ثم قال خذوا هؤلاء فلما صير بهم اليه. قال ما أنتم؟ قالوا نحن جئنا لنطلب غرتك لنفتك بك فأمر بهم فقتلوا قاب وكتب الحجاج الى المهلب. أما بعد فان الله عز وجل قد فعل بالمسلمين خيرا. وأراحهم من حد الجهاد. وكنت أعلم بما قبلك والحمد لله رب العالمين. فاذا ورد عليك كتابي هذا فأقسم في المجاهدين فيئهم ونفل الناس على قدر بلائهم. وفضل من رأيت تفضيله وان كانت بقيت من القوم بقية فخلف خيلا تقوم بازائهم. واستعمل على كرمان من رأيت. وول الخيل شهما من ولدك. ولا ترخص لأحد في اللحاق بمنزله دون أن تقدم بهم علي. وعجل القدوم ان شاء الله. فولى المهلب ابنه يزيد كرمان. وقال له يا بني انك اليوم لست كما كنت انما لك من مال كرمان ما فضل عن الحجاج ولن تحتمل الا على ما احتمل عليه أبوك. فأحسن الى من معك. وان انكرت من انسان شيئا وجهه الي وتفضل على قومك. وقدم المهلب على الحجاج فأجلسه الى جانبه وأظهر اكرامه وبره ، وقال يا أهل العراق
صفحہ 136