قال موريس الذي لم يكن يعلم ذلك السكير تمام المعرفة ولم يكن يعبأ بتوطيد معرفته به: «لا، أريد العمل، لا أريد الجعة.» «كل حسب ذوقه. لماذا لا تسأل عن عمل في مصنع الصناديق؟ يمكنك أن تحصل على وظيفتي وسأكون مرحبا بذلك. لقد طردني رئيس العمال للتو، قال بأنني لا أعمل وأنني أصرف انتباه بقية العمال عن العمل. ويعتقد أنني أتحدث كثيرا عن رأس المال وشئون العمال.» «أتعتقد أن بإمكاني الحصول على وظيفتك؟» «من الوارد جدا. لن تخسر شيئا بالمحاولة. وإذا لم يوظفوك، تعال إلى حانة ريد لايون - سأكون هناك - واحتس شرابا. سيسري ذلك عنك بعض الشيء.»
توسل موريس إلى رئيس العمال دون جدوى. وقال بأن لديهم الآن فائضا من العمالة في المصنع. ولذا، ذهب موريس إلى حانة ريد لايون، حيث وجد هولندز مستعدا للترحيب به. تناولا بعض الشراب معا، وأخبره هولندز بجهود الرابطة الاجتماعية في خط الإصلاح وعن شكوكه بشأن نجاحهم في نهاية المطاف. كان هولندز فيما يبدو يعتقد أن سيدات الرابطة مدينات له كثيرا؛ لأنه يمدهم بموضوع جيد بشأن عملية الإصلاح. وفي تلك الليلة وصلت مسيرة جو المهنية إلى أوجها؛ ذلك أن رجال الشرطة الأربعة اضطروا إلى مناشدة المارة المتفرجين لمساعدتهم باسم القانون.
ذهب جاك موريس إلى منزله دون أن يساعده أحد. فهو لم يتناول الكثير من الشراب، لكنه كان يعلم أنه كان ينبغي أن يتجنب معاقرة الشراب كلية؛ ذلك أنه عرف تأثيره من خلال تجربة مر بها في شبابه. ومن ثم، كانت حالته المزاجية تميل إلى النزاع والشجار، وكان على استعداد لأن يلقي باللائمة على أي شخص إلا على نفسه.
وجد زوجته تبكي، ورأى السيدة جونسون جالسة هناك، وكان من الواضح أنها بائسة للغاية.
قال موريس متسائلا: «ما الأمر؟»
جففت زوجته عينيها، وقالت لا شيء. كانت السيدة جونسون تعطيها بعض النصائح وكانت هي ممتنة لها. حدق موريس إلى زائرته.
وسألها بفظاظة ووقاحة: «ما بك وشأننا؟» أمسكته زوجته من ذراعه، لكنه أطاح بيدها في غضب، ونهضت السيدة جونسون من مكانها وقد تملكها الخوف. «ليس لك من شأن هنا. لا نريد أيا من نصائحك. دعينا وشئوننا.» ثم أضاف في نبرة تنم عن نفاد صبره موجها حديثه إلى زوجته التي كانت تسعى إلى تهدئته: «اصمتي، هلا صمت؟»
كانت السيدة جونسون تخشى أن يضربها وهي تمر بجواره متجهة نحو الباب، لكن كل ما هنالك أنه وقف في مكانه وراح يتبع خروجها مقطب الجبين.
قصت المرأة المرعوبة على مسامع عضوات اللجنة المتعاطفات معها ما مرت به. كانت قد تحدثت إلى السيدة موريس عن تبذيرها في شراء الكثير من الأشياء غير الضرورية حين كان زوجها يعمل. ونصحتها بأن توفر المال. ودافعت السيدة موريس عن إنفاقها المبذر ظاهريا بأن قالت إنه لم تكن هناك إمكانية لتوفير المال. فقد اشترت أشياء مفيدة، وعندما سرح زوجها من العمل استطاعت دائما أن تحصل على جزء كبير من قيمتها على سبيل القرض مقابل رهنها. وشرحت وهي تبكي إلى السيدة جونسون أن مكتب الرهونات هو بنك الفقراء الوحيد. وبالنسبة إلى السيدة جونسون كانت فكرة مكتب الرهونات بوصفه بنكا وليس بوصفه مكانا يوصم بالخزي والعار هي فكرة جديدة عليها، لكن قبل أن يقال المزيد كان الزوج قد جاء. وقد أكدت لها إحدى عضوات اللجنة التي كانت تعرف بأمر الحي أكثر مما تعرف السيدة جونسون أن ثمة سببا للقول بأن مكتب الرهونات هو بنك الفقراء. واتفقت اللجنة بالإجماع على أن سلوك موريس كان شائنا، ولكن على الرغم من الإساءة التي تعرضت لها إحدى العضوات، فإن اللجنة لم تكن لتشطب اسم رجل من قوائم العاطلين عن العمل لديها، حتى إن كان غير جدير باهتمامها.
انشغلت اللجنة بعد ذلك بانتكاسة جو هولندز المحزنة. كانت الغرامة المقررة عليه قد دفعت، وعبر هو عن بالغ حزنه إزاء زلته. ولو أن رئيس العمال كان أقل صرامة معه وأعطاه فرصة، لاختلفت الأمور. فتقرر إرسال جو إلى شاطئ البحر لكي يحظى بفرصة تحفيز جسمه لمقاومة المغريات. واستمتع جو برحلته إلى البحر. كان يحب دوما مناوشة مجموعة جديدة من رجال الشرطة غير المعتادين على طرائقه. وقد نشط جسمه كثيرا في اليوم الأول له على الشاطئ، حتى إنه أمضى الليلة في السجن.
نامعلوم صفحہ