مسیح کا دوسرا چہرہ
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
اصناف
أما قصة الميلاد نفسها فتختلف عناصرها في لوقا اختلافا بينا عنها في متى، فقد لعب يوسف الدور الرئيسي في قصة ميلاد متى التي تقدمه كرجل حكيم عاقل، تصرف بهدوء عندما عرف أن خطيبته مريم حامل، فلم يشأ أن يشهر أمرها بين الناس وعزم على تركها سرا، ولكن ملاك الرب ظهر له في الحلم، وقال له أن يحتفظ بامرأته؛ لأن الذي تحمله هو من روح القدس، وأن عليه أن يسمي مولودها يسوع، وبعد ولادة الطفل يهرب بعائلته إلى مصر؛ خوفا من الملك هيرود الذي كان يطلب إهلاك يسوع. ثم يعود بعد وفاة هيرود ليجد أن ابنه أرخيلاوس قد خلفه على حكم اليهودية، فيرحل إلى الجليل حيث يستقر في مدينة الناصرة. أما عند لوقا فإن الدور الرئيسي تلعبه مريم، فالملاك يظهر لمريم في اليقظة لا في المنام، ويدخل عليها ملقيا السلام كأي زائر عادي، وعندما تضطرب من دخوله المفاجئ ومن تحيته يطمئنها ويبشرها بأنها ستحمل من الروح القدس، وأن عليها أن تسمي ابنها يسوع، كما ينقل إليها خبر حمل قريبتها العاقر أليصابات زوجة الكاهن زكريا بمولود ذكر، ولا نعرف بعد ذلك كيف عرف يوسف بخبر الحمل ولا عن ردة فعله تجاه ذلك، ثم نجدهما معا في أورشليم قادمين من ناصرة الجليل للاكتتاب في بيت لحم حيث وضعت مريم مولودها.
بعد ذلك نجد مريم تعيش حياتها الخاصة بحرية، ودون أي إشارة إلى أسرتها، فبعد سماعها خبر حمل قريبتها أليصابات تترك مدينتها في الجليل وتتوجه لزيارة أليصابات في مقاطعة اليهودية، قاطعة مسافات طويلة ووعرة وشاقة، حيث مكثت عندها ثلاثة أشهر إلى أن وضعت مولودها ثم قفلت راجعة.
يجعل لوقا من ناصرة الجليل موطنا أصليا ليوسف ومريم، ولكنه يضطرهما إلى القدوم إلى بيت لحم اليهودية من أجل الاكتتاب فيها، فقد أمر القيصر أغسطس بإحصاء جميع أهل الإمبراطورية، وجرى هذا الإحصاء عندما كان كيرينيوس واليا على سورية، فذهب جميع الناس ليكتتب كل واحد في مدينته، وصعد يوسف أيضا من مدينته الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، فقد كان من بيت داود وذريته ليكتتب ومريم خطيبته وكانت حاملا، وبينما هما فيها حان وقت ولادتها فولدت ابنها البكر فقمطته وأضجعته في مذود؛ لأنه لم يكن لهما موضع في الفندق بسبب كثرة القادمين إلى المدينة للاكتتاب. وفي الحقيقة، فإن الإحصاء الروماني للسكان قد جرى في عهد كيرينيوس فعلا، ولكن في عام 6 للميلاد على ما نعرف من السجلات الرومانية، فإذا كان يسوع وفق لوقا قد ولد في هذا العام، فإن تاريخ ميلاده يأتي متأخرا بأكثر من عشر عنه وفق متى، الذي جعله في عام 6 قبل الميلاد، أي قبل عامين من وفاة هيرود؛ ولهذا لا نجد في قصة لوقا مكانا لمذبحة أطفال بيت لحم، ولا لهرب العائلة المقدسة إلى مصر ثم عودتها منها بعد وفاة هيرود.
يتحول مجوس متى الذين رأوا نجم يسوع طالعا في المشرق، ثم تقدمهم ليرشدهم إلى البيت الذي ولد فيه يسوع، إلى رعاة عند لوقا كانوا يبيتون في البرية، عندما ظهر لهم ملاك الرب وبشرهم بولادة مخلص في مدينة داود، وقال لهم إنهم سيجدونه مقمطا مضطجعا في مذود، وانضم إلى الملاك بغتة جمهور من جند السماء يسبحون الله، فبحث الرعاة عن المولود حتى وجدوه كما وصف الملاك، وراحوا يخبرون بما قيل لهم فيه. وفي غياب عنصر الخوف من هيرود تتتابع القصة بشكل روتيني، فقد انتظر الوالدان ثمانية أيام وهي الفترة اللازمة لطهور الوالدة بعد الوضع، فختنا الطفل حسب شريعة موسى وقدما قربانا في الهيكل، حيث سمعا عن مستقبله من خلال خطبة ألقاها رجل شيخ، كان يلزم الهيكل في انتظار ظهور المسيح، ومن خلال عدة أقوال لنبية اسمها حنة كانت تلزم الهيكل أيضا، ثم رجعوا إلى الجليل، بعد ذلك ينفرد لوقا بذكر قصة يسوع في الهيكل يجادل الشيوع، وهو حدث في الثانية عشرة من عمره، مفصحا عن حكمة مبكرة لا تتوفر عادة لشخص عادي في مثل هذه السن.
وبالرغم من أن لوقا لا يحاول التوفيق على طريقة متى بين نبوءات العهد القديم وأحداث سيرة يسوع، فإن نصه يمتلئ بمقتبسات من العهد القديم ظهرت في نشيد زكريا، عندما فكت عقدة لسانه بعد ولادة الطفل، وفي نشيد مريم عندما ارتكض الجنين في بطن نسيبتها أليصابات، لما فتحت الباب لمريم وتلقت سلامها، فعرفت أمرها وعظمت ما تحمله في بطنها، وفي خطبة الرجل التقي سمعان في الهيكل، وهذه نماذج منتقاة من فقرات هذه النصوص: •
تعظم الرب نفسي وتبتهج روحي بالله مخلصي (مريم). •
قدوس اسمه، ورحمته للذين يتقونه جيلا فجيل (مريم). •
إني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي (حبقوق 3: 18). •
قدوس ومهوب اسمه (المزمور 111: 9). •
أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه (المزمور 103: 17). •
نامعلوم صفحہ