«وبقيت قوة العجائب فى عصر الرسل، ولما امتدت الديانة المسيحية زال الاضطرار إليها «١»، ولا يلزمنا الآن سوى العجائب الأدبية الحاصلة من هذه الديانة مع الشواهد الداخلية على صحتها، غير أنه يمكن لله تعالى أن يحددها في أى وقت شاء» ا. هـ.
ثم وضع المؤلف جدولا أحصى فيه عجائب العهد القديم من خراب سدوم وعمورية على قوم لوط إلى خلاص يونان (يونس) بواسطة حوت، فبلغت ٦٧ عجيبة، وقفى عليه بجدول العجائب المقرونة بحياة المسيح، من الحبل به «يفعل الروح القدس» إلى (الصعود إلى السماء) فبلغت ٣٧، وعزز الجدولين بثالث فى (العجائب التى جرت فى عصر الرسل)، أى الذين بثوا دعوة المسيح من تلاميذه وغيرهم من (انسكاب الروح القدس يوم الخميسين) إلى (شفاء أبى بوبليوس «٢» وغيره) فكانت عشرين، وقد صرح بأن يوحنا المعمدان لم يرد فى الكتاب أنه صنع عجائب.
بحث في عجائب المسيح ﵇:
أقول: إن ٢٧ من عجائب المسيح المذكورة: شفاء مرضى، ومجانين لا بستهم الشياطين، وثلاث منها إقامة موتى عقب موتهم، وما بقى فمسألة الحبل له، وتحويله الماء إلى خمر وسحب الشبكة فى بحر الجليل، وإشباع خمسة آلاف مرة، وأربعة آلاف مرة أخرى، وضرب التينة العقيمة بما أيبسها، وقيامة المسيح، وصيد السمك والصعود. وإننا نلخص رواية الأناجيل لأهمها وهو إحياء الموتى، ونذكر ما يقوله فيها منكرو العجائب.
الميت الأول: شاب من مدينة نابين كان محمولا فى جنازة وأمه تبكى، فاستوقف النعش وقال له: أيها الشاب لك أقول قم. فجلس وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه، فأخذ الجميع خوف ومجّدوا الله قائلين: قد قام فينا نبى عظيم وافتقد الله شعبه (لوقا ٧: ١١ - ١٦).
الثانى: صبية ماتت فقال له أبوها وكان رئيسا: ابنتى الآن ماتت، لكن تعال فضع يدك عليها فتحيا. فجاء بيت الرئيس ووجد المزمرين يضجون، فقال لهم: «تنحوا فإن الصبية لم تمت، لكنها نائمة، فضحكوا عليه، فلما أخرج الجمع دخل وأمسك بيدها فقامت الصبية» متى (٩: ١٨ - ٢٤).
_________
(١) هذا مذهب البروتستانت، ويلزمهم أن عجائب الشيطان بقيت بدون معارض، وأما الكاثوليك فيدعون وجودها في كل عصر.
(٢) هو رئيس جزيرة كان مريضا فرقاه بولص وصلى له فشفى (أعمال ٢٨).
1 / 49