وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
اصناف
لطبيعة محددة ثابتة، مسيجة كتيمة لا تمتزج بغيرها ولا تلتئم بسواها.
يبدو أننا جميعا هذا الشخص (الماهوي) على اختلاف الدرجة، وأن الاعتقاد بوجود ماهية ما - ظاهرة أو خفية - لكل شيء هو اعتقاد عام يشمل البشر جميعا، وأنه اعتقاد «غير واع بذاته، إن صح التعبير؛ أي إننا نضمره دون أن نعي أننا نضمره.
1
ويبدو أننا نحن البشر قد تبنينا هذا النزوع الماهوي خلال تطورنا النوعي كنتيجة لنجاعته التكيفية في تفاعلاتنا مع البيئة، بحيث أصبح هذا النزوع شاملا لجميع الثقافات والأحقاب، ودامغا لجميع مراحل العمر، بدءا من الطفولة الباكرة.
ينبئنا علماء النفس الذين يدرسون نمو اللغة بأن الأطفال ماهويون طبيعيون، وربما توجب عليهم أن يكونوا كذلك إذا كان لهم أن يحتفظوا بقواهم العقلية بينما تقوم عقولهم النامية بتقسيم الأشياء إلى «فئات تصنيفية»
categories
متمايزة، كل فئة منها موسومة باسم فريد.
لقد تركت الماهوية بصمة غائرة في «معمارنا المعرفي»
cognitive architecture ، وضربت أطنابها في «حسنا المشترك»
common sense ، فصار من الصعب اقتلاعها، وأصبحت تشكل عائقا لنا في مجالات البحث التي تتطلب تبني نماذج لا ماهوية.
نامعلوم صفحہ