واحد فی سلوک

ابن نوح قوصی d. 704 AH
70

واحد فی سلوک

اصناف

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد قلت لدادا عمر أخبرني عن الشيخ قضيب البان بشيءء قال: اخترنا مرة بالجامع وقت صلاة المغرب، فسألته أن يصلي مع الناس وقلت له: يا سيدي، الناس يقولون إنك ما تصلي. فسألته، فدخل الجامع، فلما أحرم الإمام وأحرم الناس صاح الشيخ بالإمام وقال له: سودت الصلاة، فوقع بالجامع ضحة وتركوا الصلاة وقالواء لا تصلي ولا تدع الناس يصلون؟ ولحق الامام شيء فلما أفاق قال للناس: بالله اسمعوا كلامي، فقالوا له: قل، فقال: خرحت من بيتي الصبح وأوصتني زوجتي على جحمل فحم فأنسيت ذلك إلى أن أحرمت الساعة بالصلاة فذكرته في الصلاة فها أنا أدور عليه الموصل كلها وأنا في الصلاة، فمثلي ما يصلي بمثل هذا.

وإنما ذكرنا هذه الحكاية استشهادا بأن حضور القلب هو الذكر وهو الصلاة وهو الدعاء، وما عدا ذلك فليس بذكر ولا صلاة: وقد قلت: إذا كنت في قلبي وسمعي وناظري وفي لساني وفي فهمي وفي فكري وليس لي شعرة كلا ولا بشي إلا وأنت مني مكان النور من بصري فما ذكريك عن بعده ولا حجي إلا لأقضى به الأوطار عن غمري أقول: القلب الغافل متعرض للعقوبة، ولقد ورد في الحديث: ودأنا جليس من ذكرني(المم، ولا يخفى أن من حلس في محلس الملك بقلة الأدب والالتفات يمينا وشمالا، ونظر إلى مملكته بعين الشهوة وجواريه بعين الفسق، ماذا يستحق؟ هذه حالة الذاكر الغافل المشغول قلبه بشهوات نفسه، وأحوال مجازاته ومقاصده بحسب حاله.

وسواء في الذكر الحقيقي إذا كان المقصود هو الله تعالى أن يذكره أو يذكر أنبياءه أو رسله أو أولياءه أو من انتسب إليه أو من تقرب إليه بوجه من الوجوه أو بسبب من مات بالموصل قريا من سنة سبعين وخمسمائة. وقبره ها ظاهر يزار وانظر: الكواكب الدرية (438)، والانتصار للكردي (ص 541)، كلاهما (1) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (108/1)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص68).

صفحہ 70