============================================================
263 الوحيد في سلوك أهل التوحيد يأتيني من عنده بمسائل يسأل عنها في أمور دينية في الوضوء والصلاة مما يحتاج إليه في العبادة، كما يسأل الفقير المبتدى.
وكان فايد أميا لا يقرأ ولا يكتب، وكان قد جذب جذبة فحصل له ما حصل، ولقد كنا ليلة في ساقية ابن شقير بائتين، وقد جاءني فايد بالليل، فقال لي إنه قام لقضاء الحاجحة، فلما أراد أن يستبرى قال: أحذت روثة من روث البقر، وإذا ملك بيده ل دبوس أو كهيئة الدبوس، فأومأ إلى أن أرميها فرميتها، وأخذت عظمة فأومأ إلى أن أرميها فرميتها قال فأخذت طينة من الإبليز فقال: بمثل هذاء فانظر يا آخي، رحمك الله تعالى، إلى هذه العناية وهذا التعليم الإهي من غير معلم ولا مسلك من البشر ولا مسلك علي طريق السالكين؛ لأنه محنوب ومختار لذلك قال الله تعالى: واتقوا الله ويعلمكم الله} [البقرة: 282] .
وكان فايد يخبر الناس بآجالهم وأرزاقهم وما يتفق لهم، ويظهر آن ذلك من خط النوى، وكانت النوى مربوطة معه في شملته حيث كان.
ابراهيم بن اسكنور ولقدكنت أعرف شخصا يسمى إبراهيم بن إسكندر، وكنا بالأقصر، فمر بزاوية ظاهر الأقصر وفيها الشيخ شمس الدين بن الصابوني، وكنث أكره الكلام في أيام شهر رمضان، فقلت له: يا إبراهيم، لا تتكلم واجلس في زاويتك، فدخل زاويته وجلس فيها، وكان أميا وفى باطنه سلامة، فقلت له: إما أن تذكر الله تعالى أو تقرأ القرآن، فبينما أنا ذات يوم وإبراهيم قد خرج وعليه آثار الوارد، وقال ليء يا سيدي، ما أعرف إيش أصابني؟ وما أعرف تغيرا عن الغيبة التي غاها والحالة التي وردت عليه قال: (رأيت رسول الله وقرأت عليه سورة كذا وكذا، وأرانا المكان مكتوبا في لوح معه قال: ومعه السيد عمر بن الخطاب قله فنظر إلي السيد عمر، فخفت منه ودخلت زاوية)، وبينما نحن ذات يوم، وهو خرج وقلنا له: لا تتكلم قال: يا سيدي، ما أعرف ايش أصابني؟ قال رأيت نورا وقال ليء ياعبدي، كل حسنة من حسناتك أمحو ها قين سيية.
ثم بقي علي هذه الصورة أياما يسيرة حتى غبطنا فخطر له الزواج، فقلت له: لا تفعل، فقال: لا بد وكنت خشيت عليه من تفرق خاطره، واشتغاله بما يجب عليه من
صفحہ 253