218

واحد فی سلوک

اصناف

============================================================

ه الوحيد في سلوك أهل التوحيد فأوقف بين يدي الله تبارك وتعالى فقيل له: من أحبك أدخلته الجنة، ومن أبغضك أدخلته النار، فقال: يا رب، بل اغفر للجميع، ثم التفت إلى وقال لي: هكذا الفتوة.

وحكى لي الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى أن فقيرا حكى له أن الغلاء كان بمكة شرفها الله تعالى- وكان الشيخ عبد الله المارداني ها، فلما فرق شيئا من الصدقة قال لي الشيخ عبد الله خذ لنا منه فعجبت لذلك، على أن الشيخ عبد الله كان له تصريف عظيم في الباطن والظاهر كيف شاع، وكان ابن شعرة والبانياسي والدولة الكاملية يتصرف فيها فقلت له. فقال: لا تعجب لذلك؛ فإن الشيخ عبد الله لما لم يقدر على مواساقم ساواهم فانظر يا آخى رحمك الله تعالى إلى هذه الحكاية، فلا تعتقد أن طلبهم عن عجز، ولا تحريرهم عن شخ رضي الله تعالى عنهم.

وحكي عن أحد الصالحين قال: كنت أطوف بمكة، شرفها الله تعالى، وإذا بانسان عليه خلقان وهو يطوف ويقول: جائع كما ترى، عار كما ترى، فما ترى فيما ترى، يا من يرى ولا يرى: قال: وكان عندي دراهم ورثتها فقلت: والله لا أجد لدراهمي موضعا مثل هذا، فشيت وأخذها وجيث ها إليه، ووضعتها بين يديه، وقلت له: يا سيدي، هذه الدراهم حلال ميراث، فسألته بالله العظيم أن يأخذها. قال: فأخذ منها خمسة دراهم وقال: هذه أربعة دراهم أشتري ها مثزرين أحدهما في وسطي والآخر على كتفي وهذا درهم أقتات به العشاء ولا حاجة لي في سائرها.

قال: فأخذها ومضيت، فبينما أنا ليلة من الليالي في الطواف فوجدته، فأخذ بيدي وطاف سبعة أشواط كل ذلك في جواهر ويواقيت حوربما قال لآلئ- وقال لي: كل ذلك قد أعطيناه وتركناه تصرفا، ولأنه أخف علينا في الآخرة.

والمشهور عن الشيخ أبي العباس بقوص مما سمعته حين مسك الركن والي قوص أحد فقرائه بالأصطول، فجاء الشيخ ودخل على الوالي وكانت به الحعى، فقال له: ما عرفتم الصالحين؟ أو ما تعرفوهم؟ أطلق الفقراء وتروح الحمى، فأطلق الفقير وارتفعت الحمى

صفحہ 218