194

واحد فی سلوک

اصناف

============================================================

204 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ذلك.

فانظر يا آخي رحمك الله تعالى- إلى هذه الحالة الظاهرة وتلك الحالات الباطنة، فلزوم الأدب مع هؤلاء القوم في جميع حركاهم وسكناقم وبسطهم وقبضهم ويقظتهم ومنامهم وموقم وحياقم وساعهم ورقضهم وبعدهم وقرهم وسفرهم وحضورهم وغيبتهم وشهودهم من آعظم الواجبات؛ إذ ذلك هو الأدب مع الله تعالى، لأن أدبك مع النبي والولي هو حقيقة أدبك مع الله تعالى، مع شهود من يفعل الأدب وأدبك مع الله تعالى من غير رؤية نبيه أو وليه أو من ينسب إليه أدب عبر، يرفع الوسائط والحجب القلبية بالكلية، وذلك لا يستمر على الدوام إلا للأفراد والخواص، بقوة الحضور والمراقبة في الشهود.

ومتى يكون العبد على ذلك في كاك أحواله؟ فلو غفل في ذلك المقام عن ملاحظة الأدب سقط، بل لو انفرد بذلك الحال ولم يشهد الأدب بما شرعه الله تعالى في آنبيائه ورسله ومن اختصه من خلقه لكان ذلك نقصا بالنسبة إلى كمال الشهود للأدب في الحالين، فالآن الكمال في شهود الأدب ظاهر وباطن، وأن يكون ذلك وصفا لازما وذوقا وجدانيا فيه حتى يكون قوله وفعله واحذا، وقد سبق القول لتحققه بالأصل، وقد سبق الفعل القول لكونه ترجمائا عنه ودليلا عليه، وقد يكونان قولأ وفعلا في وقت وفي حال واحد.. فافهم ذلك.

اصف المتصوفة فمن اتصاف هذه الطائفة في أقوالهم وأفعالهم وسماعهم وكلامهم وأخلاقهم ما حكاه الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- قال: كتا في سماع، فغتي البيت المشهور: وكان هذا قابلا في محبتكم سعيا على الرأس لا سعيا على القدم قال: فصاح فقير وانقلب، وجعل رأسه عوضا عن قدميه، وجعل يدق ها الأرض، ويرقص ورجلاه في الهواء عوضا عن رأسه،: وقد قلت:

صفحہ 194