152

واحات عمر

واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

اصناف

Coleridge (صديق وردزورث) به، وكنت أقرأ عنه قبل أن أقرأ الترجمات الإنجليزية المشروحة لكتاباته، وبدأت مكتبتي الخاصة تزدهر؛ فكل كتاب أقرؤه أحتفظ به وأعود إليه، وكان ذلك كله سببا في تعطيل الكتابة (في الرسالة) ولكن المشرف لم يعترض.

أحمد عثمان المؤلف المسرحي والمؤرخ ونجلاء عاصم زوجته وهي ابنة مدحت عاصم عام 1966م.

وذات مساء دافئ من أمسيات مايو الجميلة، كنت أتريض في الحديقة حين رأيت على البعد شخصا يشبه «عبده» المصري. وتوقفت من المفاجأة. ما الذي أتى به إلى الحديقة؟! وسرعان ما جاءني وفي يده حزمة أوراق، وقال لي: ذهبت إليك في الفندق، فقالت السكرتيرة إنك ذهبت إلى الحديقة! (قلت في نفسي هذه سكرتيرة «مخابرات»!) وقال إن لديه خطابات من صديقته كاثلين ريلتون

Kathleen Railton

دأبت على إرسالها إليه بعد ما انقطع عنها في الأسابيع الثلاثة الماضية، وألقيت على الخطابات نظرة سريعة فإذا هي أقرب إلى الفن الجميل أو الأدب الرفيع منها إلى الخطابات العادية، فقررت قراءتها فيما بعد على مهل، وكانت تواريخها المتقاربة وكثرتها تدل على أن صاحبتها لم تتوقف عن التفكير في «الموضوع» بل كان يشغلها تماما، وطلبت منه أولا أن يقص علي التطورات، فقال إنه كان مطمئنا بعد أن قال لها إنه مسلم، فلا يوجد في ظنه دين يمكن أن يعترض عليه والدها مثل الإسلام، وعندما غابت عن الكلية عدة أيام استبشر خيرا، ولكنه فوجئ بها تفعل ما فعلته في المرة السابقة؛ إذ عادت هاشة باشة، وقالت له إنها لن تخبر والدها بخبر دينه، وإنها على استعداد لاعتناق الإسلام وقد سألت بعض أصدقائها من «الراسخين في العلم» فقالوا لها إن الإسلام لا يمنع زواج المسلم من المسيحية، ومع ذلك فهي لا تريد لأطفالهما أن يعانوا، وتعتزم أن تعتنق الإسلام فتصبح مثل «ممتاز» الفتاة الباكستانية المسلمة في قسم الفيزياء، بل إنها سألتها عن الخطوات الواجب اتباعها حتى تصبح مسلمة.

قال عبده: وعندها قررت أن أصارحها بالحقيقة، ولكنها رفضت الاستماع إلي مثلما يحدث في الأفلام، وقالت لي إنني لن أفهم تفكيرها إلا إذا خرجت معها إلى الغابة يوم الإثنين 2 مايو؛ فهو يوم عطلة (

Bank Holiday )، ولم أعرف ما تعني بالغابة ونحن في إنجلترا فاتضح أنها تعني حديقة وندسور الكبرى

Great Windsor park

التي يطلقون عليها اسم غابة وندسور

Windsor Forest (والاسم ينطق ونزر لا كما نكتبه بالعربية) وفعلا قضينا اليوم هناك، وسوف تجد وصفا لتلك الرحلة في خطاب لها، وقالت كلاما كثيرا لم أفهم معظمه، ويدور حول الحرية والانطلاق والتحرر من قيود التقاليد وما إلى ذلك، وتحدثت فأسهبت عن عدم حاجتها إلى والدها أو إلى أمواله، قائلة إنها على استعداد لأن تتبعني إلى أقصى أقاصي الأرض، حتى الصعيد الجواني، تحقيقا لحبها العظيم. وعندها أحسست بالخطر خصوصا عندما وصلتني خطابات من أهلي تفيد أنهم «شموا» الخبر، وأنهم لن يقبلوا زواجي من إنجليزية، وعلى الفور انتقلت إلى مسكن آخر لا يعرف أحد عنوانه، وكلفت أحد أصدقائي بترك الخطابات التي تصلني إلى الكلية لدى إبراهيم الدويني، وكنت أمر عليه ليلا لكي آخذها ثم أنصرف سرا. واليوم ذهبت إلى المكتب الثقافي لأطلب تحويل تسجيلي إلى جامعة خارج لندن فوجدت مستر فيولنج يعاتبني على عدم إخطاره بتغيير العنوان، وأردف ذلك قائلا: «لقد سألت عنك خطيبتك ولم أجد لدي العنوان الجديد!»

نامعلوم صفحہ